انتهى مؤتمر الرياض وتم توقيع الميثاق، وأعلن منظمو المؤتمر أن وفدا من المعارضة سيلتقي وفدا من النظام مطلع الشهر المقبل، وأن المعارضة السورية اتفقت على عدة نقاط أهمها تأكيد وحدة أراضي سوريا ، وأن حل الأزمة هو حل سياسي يعتمد على بيان جنيف كإطار وحيد لحل يؤدي لتأسيس نظام جديد دون بشار الأسد .
في المقابل هاجم إعلام النظام عبر جريدة البعث الصادرة أمس المؤتمر باتهام المملكة العربية السعودية أنها شكلت معارضة على مقاسها ووفق أجنداتها، والتي لا تصب إلا في خدمة العدو الصهيوني، كما ادعت الصحيفة “أن وزير خارجية آل سعود المدعو “عادل الجبير” يتوعّد ويهدّد الدولة السورية عبر منابر بلاده الإعلامية، في تجاهل وتحدي للمجتمع الدولي الذي أجمع بضرورة الحل السياسي في سورية.”
في حين أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي نقلا عن الجزيرة :” إن رئيس النظام السوري بشار الأسد بات أمام خيارين، إما التنحي عن السلطة عبر مفاوضات مع أطراف المعارضة السورية، أو أن يتم إسقاطه بالقوة ” وأضاف الجبير :”إن النظام تسبب بمقتل الآلاف وتشريد الملايين ،وأن الشعب السوري لم يعد يقبل باستمرار الأسد في منصبه “.
وكالعادة كل من يقف ضد النظام السوري يعتبر إرهابيا ليؤكد مراسل قناة سما التابعة للنظام :”إن المملكة العربية السعودية هي المنبع والحاضن للإرهاب التكفيري الذي يشكل تهديداً وجودياً للبشرية كلها تماماً كما هي حاضنة الإرهاب الصهيوني العنصري، وإن إرهابيو “جيش الإسلام” و ”جبهة النصرة” وبعض من الفصائل الإرهابية الأخرى، حاولوا تسخير الحرب ضد الدولة السورية، ونسف اتفاقات فيينا، والتي أكدت على وحدة سورية واستقلالها وهويتها العلمانية والحفاظ على مؤسسات الدولة وحماية حقوق كل السوريين، وشدّدت على ضرورة قيام الأمم المتحدة بجمع ممثلي الحكومة والمعارضة لبدء عملية سياسية تقودها سورية ويحدّد فيها الشعب السوري مستقبل بلده، ورغم ذلك تجاهلت المملكة كل ذلك من خلال ترويجها للحل العسكري في سورية”.
ففي ترحيب دولي لمؤتمر الرياض واعتباره المخرج من الحرب السورية بعد خمس سنوات من الصراع، بالإضافة لوضع حد للتدخل الروسي، لم يكتف النظام السوري من إطلاق الإشاعات والتخوين فقد صرح وزير الإعلام السوري عمران الزغبي :”إن التصريحات المتكررة ضد السيد الرئيس بشار الأسد هي محض مهزلة تليق فقط بالنظام السعودي، وأن سوريا موحدة شعبا ودولة وقيادة وهي أكبر من أي تدخل كان “.
و عبر كثير من الشعب السوري على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ على تويتر ترحيبا وتأملا بمؤتمر الرياض واعتباره نقلة نوعية في حل الأزمة السورية، حيث شارك فيه آلاف المغردين العرب والسوريين .
ليغرد المواطن السوري فيصل الحسن بقوله:” الأسد يعترض على مؤتمر الرياض بحجة أن البعض إرهابيين … السؤال الكيماوي والبراميل التي قتلت بها شعبك ألا تعتبر من ضمن الإرهاب ؟”.
وعبر الناشط محمد مجيد من ريف حلب عن فرحته على تويتر بقوله:” رغم كل المتاعب والصعوبات التي واجهت مؤتمر الرياض إلا أنه حقق نجاحا في وضع آلية مشتركة بين غالبية أطياف المعارضة السورية”.
فالمملكة كما أكد الكثير من المغردين دعمت الشعب السوري ماديا وساعدته حتى بالسلاح، واستبشر الجميع بأن الحل على يد تركيا وحليفتها المملكة العربية السعودية بالقريب العاجل .
أماني العلي ـ المركز الصحفي السوري