(المدارس الحكومية لدينا بتمزع العقل) هذا ليس تصريح مندوبة مبيعات ولا بائع جبس يروج لبضاعته في سوق الهال مع احترامنا للجبس وبائعيه في فصل الصيف، بل هو تصريح الدكتورة ريتا فضول مديرة التعليم الخاص بدمشق، رداً على تساؤل حول غلاء أقساط مدارس التعليم الخاص ..حيث يشتكي الأهالي في مناطق سيطرة النظام من تدني مستوى التعليم العام وفقداناه كل مستلزمات نجاحه، مع ارتفاع أقساط التعليم الخاص التي تزيد على 500 ألف ليرة وارتفاع رسوم الدورات المكثفة في المعاهد الخاصة الى نحو 50 ألف ليرة عن كل مادة.. التعليم العام وبفضل السياسة (العقائدية) الرشيدة والسرقات غير المسبوقة والفساد التربوي، تحول إلى ما يشبه (الكتّاب) أيام زمان ,صفوف مزدحمة بستين طالباً يعانون غياب الكهرباء و(الأمبيرات) والأنترنت ويعانون من منهاج دراسي المفروض به أنه تعاوني يعتمد المجموعات والبحث في الأنترنت والعصف الذهني ..ما هذا العصف الذي سينتجه ستون طالباً محصورين في غرفة صغيرة كالسجن، خالية من وسائل الإيضاح يديرها معلم تركبه الهموم والديون ويتقاضى راتب لا يكفيه خمسة أيام، وتتقاذفه قرارات المسؤولين الفاسدين الذين يرون قذى الدورات الخاصة في عين المعلم ولا يرون خشبة سرقة المليارات التي في عيونهم ؟!!!
وفوق ذلك كله يُلاحق المعلم في مناطق النظام كبائع حب الوش أو تاجر دخان لا يدفع المعلوم للدورية، فقد أعلن وزير تربية النظام دارم طباع أن الضابطة العدلية تقوم بملاحقة المدرّسين الذين يقدمون الدروس الخصوصية وسيتم اتخاذ إجراءات بحقهم مع فرض غرامة مالية كبيرة .. الوزير يرى أن الدروس الخاصة هي موضة يصر عليها الأهالي للتفاخر والتباهي، وليس ضرورة فرضها تدني مستوى التعليم العام ومشاكله ونقص المستلزمات والكوادر المؤهلة ..
ولم يتبق أمام الأهالي المعترضين سوى الانضمام إلى جوقة المسؤولين التربويين في غنائهم ( الدنيا ربيع والجو بديع..قفل لي على كل المواضيع..قفل، قفل، قفل، قفل)
محمد الحلبي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع