أدت الحرب السورية إلى نزوح فئة كبيرة من السكان فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين حوالي 8مليون لاجئ في مختلف بلدان العالم، وتعتبر اللغة من أهم الصعوبات التي تواجه السوريون في دول اللجوء أينما كانوا. فالسوريون الذين لم يحتاجوا لاستخدام اللغة الثانية في السابق يعانون الآن من مشاكل في تعلم لغة الدولة التي لجؤوا إليها، فعليهم أن يجتازوا اختبارات اللغة ليتمكنوا من الحصول على اللجوء في الدول الأوروبية. يقول أبو مصطفى عامل نجارة يريد السفر لأحد الدول الأوروبية بعدما تدبر تكاليف السفر: “بدي سافر ع كندا بس لازم أتعلم احكي أجنبي لان ابن عمي الي بكندا قال انو اللغة شي ضروري لاشتغل “. تحاول الكثير من بلدان اللجوء تسهيل الأمر على السوريين، فأنشأت المدارس الخاصة لتعليمهم اللغة، وأحدثت برامج وتطبيقات باللغة العربية تساعدهم على إتقان مهارات اللغة الأساسية على الهواتف الذكية ليسهل التواصل بينهم وبين مجتمعاتهم الغربية كما في ألمانيا. يقول أبو حسن رجل في الخمسين من عمره والذي يرتاد مدرسة لتعليم اللغة الانكليزية: “اذهب انا وزوجتي وأبنائي الثلاثة لمدرسة لتعليم اللغة الإنكليزية من لحظة وصولنا الى السويد”. يفرض عصر العولمة اكتساب اللغة الثانية لما كان لها من الأهمية في حياة الناس وبالأخص على المستوى المهني والاقتصادي وخصوصا عند كتابة “السيفي” لتقديمه للشركات الخاصة والعامة، مما يحفز الشباب السوري للالتحاق بدورات محادثة تكسبهم مهارة التحدث بعدة لغات أجنبية لتزيد فرصهم بالعمل وتوقيع عقود العمل مع الشركات العالمية. يقول محمد خريج كلية الهندسة المدنية “وصلت للمستوى السابع في دورات المحادثة باللغة الانكليزية أحاول الإسراع بالتعلم لأقدم السيفي الخاص بي لإحدى الشركات التي طلبت موظفين بمجال اختصاصي والسيفي شيء أساسي بالحياة المهنية لكل مهاجر للدول الأوربية”. تبلغ أهمية تعلم اللغات لاعتبارها الوسيلة الأساسية للتواصل بين كافة الناس وتحديدا اللغة الإنكليزية والتي تعتبر لغة عالمية، وتكمن تلك الأهمية بارتباطها بالنمو الفكري للإنسان وانفتاحه العلمي على التطورات السريعة التي تلحق بالعالم سواء أكان اقتصاديا واجتماعيا وحتى تقنيا. تعلم اللغة هي طريقة الاندماج الأمثل للمهاجرين للدول الأوربية ويعد عدم إتقانها عائقا ثقافيا مما قد يؤدي لصدمة اجتماعية واقتصادية للمهاجر لاعتبار اللغة الثانية من ضرورات التواصل الاجتماعي وباتت من الضرورات التي طرأت على المجتمع السوري في ظل الازمة الحالية وخصوصا مع استمرار الهجرة رغم كل العوائق.
المركز الصحفي السوري آية رضوان