تشهد الولايات المتحدة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 الانتخابات الرئاسية، وهي انتخابات يترقبها العالم كله وليس الشعب الأميركي فقط؛ لما لها من تداعيات تصل كل أرجاء المعمورة.
وتتميز الانتخابات الأميركية بأنه لا مثيل لها في أي دولة أخرى من دول العالم، سواء من حيث مداها الزمني الطويل، أو الصخب الذي يحيط بها، إضافة إلى تكرارها السريع، إذ تجرى كل 4 سنوات.
تنقسم الانتخابات تقليديا لـ5 مراحل على النحو التالي:
أولا: مرحلة الاستكشاف
مرحلة مبدئية ظهرت معالمها في بداية عام 2019، حيث يشكل المرشحون والمهتمون بخوض الانتخابات لجنة استكشافية (دراسة جدوى) لدراسة إمكانية حشد التأييد لأنفسهم بين أنصارهم في الحزب، وبحث إمكانية الحصول على ضمانات من المانحين بدعم الحملة الانتخابية ماديا.
وخاض هذه المرحلة العام الماضي عشرات الديمقراطيين، وعدد محدود من الجمهوريين ممن اعتقدوا أنهم يتمتعون بتأييد يكفي لخوضهم الانتخابات. لكن في الواقع، يدرك أغلب هؤلاء المرشحين أنهم لا يمتلكون أي حظوظ بالظفر ببطاقة الحزب في الانتخابات الرئاسية، ويهدفون من الإعلان عن نيتهم الترشح للحصول على تغطية إعلامية ترفع أسهمهم على المستوى الوطني، وبين جماهير الحزب في قضايا أخرى أو انتخابات الكونغرس.
ثانيا: مرحلة الانتخابات التمهيدية
يدير كل حزب انتخاباته التمهيدية بمعزل عن الحزب الآخر، وإن اتفقا في أغلب الحالات على جدول الانتخابات الخاص بكل ولاية.
وتهدف هذه الانتخابات إلى اختيار مرشح يحمل راية الحزب في الانتخابات الرئاسية، حيث يتنافس مرشحو كل حزب في ما بينهم للفوز بأكبر عدد من الولايات التي تمكنهم من الحصول على أغلبية أصوات مندوبي الحزب في المؤتمر القومي الذي يعقد خلال أغسطس/آب.
وبدأت انتخابات الحزب الديمقراطي بمنافسة بين أكثر من 20 مرشحا، ووصلت لمنافسة ثنائية بين المرشح اليساري السيناتور بيرني ساندرز، وجو بايدن نائب الرئيس السابق، ونجح بايدن في حسم السباق، وهو ما أدى إلى انسحاب ساندرز.
لم يعرف الحزب الجمهوري انتخابات تمهيدية بالمعنى الفعلي، إذ لم تكن هناك أي منافسة جادة في وجه إعادة ترشح الرئيس ترامب على بطاقة الحزب.
وقبل المرحلة الثالثة، يُقدم المرشح على اختيار اسم نائب الرئيس الذي يشاركه بطاقة الحزب.
ولم يغير الرئيس ترامب هوية مايك بنس نائب الرئيس، الذي سيبقى مرشحا معه، في حين ينتظر أن يسمي بايدن امرأة مرشحة لمنصب نائب الرئيس خلال الأيام القليلة القادمة.
ثالثا: المؤتمرات القومية للحزبين
تمثل المؤتمرات القومية تقليدًا أساسيا في العملية الانتخابية، حيث يتجمع المندوبون الحزبيون من كل الولايات الأميركية لإعلان دعمهم لترشح جو بايدن في الحالة الديمقراطية، ودونالد ترامب في الحالة الجمهورية.
وبعد عملية إجرائية يختار فيها مندوبو كل ولاية مرشحهم لخوض سباق الرئاسة، يتمكن كل حزب رسميا من معرفة المرشح ونائبه الذي سيقف خلفه في باقي مراحل الحملة الانتخابية ممثلا له.
وبسبب تفشي وباء كورونا المستجد، لن تشهد انتخابات 2020 مؤتمرات قومية للحزبين في صورتها التقليدية، وستستبدل بمؤتمر افتراضي (أونلاين)، وإن كان كل من المرشحين سيشارك مع عدد قليل من قادة الحزب في بعض الفعاليات.
ويعقد الديمقراطيون مؤتمرهم العام للحزب من 17 أغسطس/آب القادم وينتهي في 20 من الشهر ذاته بخطاب من جو بايدن في ميلاواكي بولاية ويسكونسن.
ويعقد الجمهوريون مؤتمرهم العام للحزب من 24 وحتى 27 أغسطس/آب المقبل في مدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا.
رابعا: الحملة الانتخابية
لا ينتظر المرشحان انتهاء المؤتمر العام للحزب كي تبدأ حملتهم الانتخابية؛ فقد بدأ الرئيس ترامب حملة إعادة انتخابه في منتصف يونيو/حزيران 2019، وهو الوقت نفسه الذي بدأ فيه جو بايدن حملته للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
ودفع فيروس كورونا لتدشين حملات بطريقة غير تقليدية، خاصة مع تفشي الإصابات خلال بعض الفعاليات التي شارك فيها الرئيس ترامب، وانتقلت أغلب الفعاليات لأنشطة عن بُعد ومقابلات عن طريق الفيديو المباشر.
وتمتد الحملة الانتخابية حتى ليلة الاقتراع، ومن أهم مراحلها 3 مناظرات رئاسية، ومناظرة لنائبي الرئيس، وتجرى بداية من 29 سبتمبر/أيلول وتنتهي في 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبلين.
وفي الأيام والأسابيع الأخيرة يركز المرشحان في حملتيهما على الولايات المتأرجحة ذات التأثير الكبير في تحديد هوية الرئيس القادم للولايات المتحدة.
خامسا: يوم الاقتراع
يتوقع أن يدلي أكثر من 120 مليون أميركي بأصواتهم في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ويقدر خبراء الانتخابات إمكانية أن يصوت 70% من الأميركيين في الانتخابات القادمة، ويمثل ذلك قفزة كبيرة من نسبة 40% التي شهدتها انتخابات 2016 أو ما مقداره بـ57.2 مليون ناخب.
ويمثل ذلك بدوره ارتفاعا كبيرا من نسبة المصوتين بالبريد بانتخابات عام 2004، والتي لم تتخط النسبة فيها 20% أو 24.9 مليون ناخب.
ويفوز برئاسة الولايات المتحدة المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي، أي 270 صوتا على الأقل.
نقلا عن الجزيرة