شهد خروج أهالي بلدتي كفريا والفوعة بموجب اتفاق “المدن الأربعة” مفارقة تثبت من جديد أن لا قيمة للمؤيدين عند نظام الأسد سوى استخدامهم في ساحات المعارك لا أكثر. فمع وصولهم إلى مدينة حمص سادت موجة من الاستياء في أوساط الموالين مع انتشار صور تظهر أهالي البلدتين في العراء في مدينة حسياء، حيث اضطروا إلى البقاء هناك لساعات طويلة، ولم يجد بعضهم مناصاً من النوم على الأرصفة.
ولقي استقبال نظام الأسد لأهالي كفريا والفوعة انتقادات واسعة من مؤيديه على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار صور الأهالي وهم في الشوارع.
ونشرت صفحة “أخبار الفوعة وكفريا” الموالية للنظام على موقع “فيسبوك” مقاطع فيديو تحت عنوان “من سجن إلى سجن” يظهر أهالي البلدتين في العراء بمدينة حسياء.
وعلقت الصفحة “حال مقاومي كفريا والفوعة بعد وصولهم الى حسيا بريف حمص لعنة الله على كل متخاذل وين شيعة حمص وين رجال الدين بحمص اعنا بيوت نآوي هالمعترين”.
وتحدثت امرأتان ظهرتا في إحدى الفيديوهات عن استغلال التجار لهم في بلدتي الفوعة وكفريا، ثم رميهم في الشوارع، بحسب قولهم.
واتهم المنتقدون محافظ النظام في مدينة حمص، طلال برازي، بالتقصير. وعلقت صفحة “شبكة حمص التفاعلية” على “فيسبوك”: “محافظ حمص: استقبال 473 عائلة من كفريا والفوعة في المساكن المؤقتة في مدينة حسياء، ونحنا منقلك مو هيك بكون الاستقبال يا سيد المحافظ”.
بدورها، كتبت نادين عودي أن “تقصير محافظة حمص بالإجراءات لاستقبال أهالي كفريا والفوعة، محافظة حمص تركت منذ مساء أمس أهالي كفريا والفوعة مشردين في حسياء وحتى الآن ولا مسؤول في حمص يستجيب أو يرد ورفضوا التصريح مسؤولين حمص، الكن الله يا أهالي كفريا والفوعة”.
وقال محمد علي “شرفاء كفريا والفوعة كانوا بحاجة لوقفتكم معهم في صقيع ليتلهم أمس يا رفاق ﻻ أن تتضامنوا معهم نهاراً وتواكبكم الطبول والمزامير لتعزف لحن عهركم ونذالتكم … فعلاً اللي استحوا ماتوا”.
أهالي البلدتين ينتقدون النظام
وكان لافتًا، قبل ذلك، خروج انتقادات، طالت النظام، من أهالي كفريا والفوعة أنفسهم، وذلك بعد تفجير حافلاتهم في حي الراشدين.
وتحدث أولئك المدنيون، وأغلبهم من النساء والأطفال لقناة “الجزيرة”، عن ظروف التفجير وخوفهم من أن يتركهم نظام الأسد مشردين بعدما فقدوا أحبتهم وعائلاتهم وأولادهم، متهمين إيران و”حزب الله” والنظام بأنهم أسباب الحصار الطويل عليهم لأكثر من سنتين.
ولم يخفِ الأهالي في اللقاءات التي تم بثها قلقهم من تخلي النظام عنهم وغدره بهم ومعاملتم بطريقة غير لائقة إنسانياً، وطاولت تلك المخاوف والانتقادات كلاً من إيران و”حزب الله” أيضاً، مع مطالبة المدنيين بأن تقوم هيئات إنسانية محايدة مثل الهلال الأحمر بالتكفل بنقلهم وتأمين أوضاعهم، لأنهم “لا يثقون بالنظام وإيران وحزب الله”، بعد كل هذه السنوات من الحصار، مع الإشارة إلى الترحيب والمعاملة اللائقة التي عوملوا بها من قبل قوات المعارضة.
وكانت قافلة الخارجين من كفريا والفوعة قد تعرضت لاعتداء بسيارة مفخخة خلال عملية تبادل مع المهجرين من ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل أكثر من 120 شخصاً، بينهم 30 عنصراً من المعارضة.
صدى الشام