ودعا للتظاهرة تجمع “الشعب السوري الحر” في ألمانيا، وتنسيقية فرانكفورت، وعدة هيئات وتجمعات ثورية اخرى.
وبحسب منظمي التظاهرة التي احتشدت بشارع باولتز بلاتس وسط المدينة، فإنها جاءت ردا على تظاهرة أخرى دعا لها مؤيدو الأسد، وتنديدا بالمجازر التي ارتكبها النظام، وللتنديد بموقف المجتمع الدولي.
وكان العشرات من مؤيدي بشار الأسد قد نظموا تجمعا في المدينة، وذلك بمناسبة ما أسموه “الانتصار” الذي حققه النظام في سوريا.
وقد لوحظ تواجد مكثف للشرطة الألمانية في المكان الذي تواجدت فيه التظاهرتان، خشية من وقوع أي صدام بينهما.
وقال الناشط الحقوقي السوري رواد حلاق: “لقد جاءت تظاهرة اليوم ردا على مسيرة الشبيحة التي شارك بها عناصر من النظام ومؤيديه من حزب الله، وروس، وحتى بعض من النازيين الألمان”، كما قال.
وأضاف لـ”عربي21”: “لقد فشلوا في جمع العدد المرجو لتظاهرتهم المؤيدة للنظام، ونجحنا بالحشد في المقابل دعما للثورة السورية، رغم أنهم كانوا يخططون لها منذ أشهر، ونحن فقط دعونا لذلك منذ أيام”.
لفت أنظار الألمان
وأوضح أن الرسالة من الحدث هي “لفت الأنظار للرأي العام الألماني بأن الثورة السورية على حق”، معتبرا أن “هذا الهدف قد تحقق فعليا من خلال ردات فعل الألمان التفاعلية مع التظاهرة”. وقال إن “التظاهرة المعارضة لاقت احترام الشعب الألماني وتعاطفهم، حيث شارك بعضهم فيها”، وفق قوله.
ثورة سلمية
وقال الناشط السوري عمار الفحل: “ردنا كان واضحا بخروج المئات ردا على التظاهرة المؤيدة التي كانت من المفترض أن تخرج بالسيارات، ولكن نتيجة ضعف المشاركة تحولت للمشي على الأقدام، نتيجة الخوف لديهم من أن تُقدم فيهم بلاغات للجهات الألمانية”، كما قال.
وأضاف لـ”عربي21”: “مسيرتهم كانت بعيدة عنا فقط 200 متر، ورغم حيلولة السلطات الألمانية بيننا وبينهم”، مشيرا إلى أن بعض الألمان أبدوا استغرابهم من رفع صور لبشار الأسد “الذي يعدونه ديكتاتورا وقاتلا”.
وطالب الفحل بطرد مؤيدي الأسد من ألمانيا لأنه “لا يحق لهم طلب اللجوء هنا على أنهم مضطهدون في بلدهم، فالأولى لهم أن يبقوا في سوريا لجانب الأسد”.
واعتبر أن “خيار الثورة السلمية هو الطريق الصحيح، في حين أن الثورة المسلحة كانت لتوريط السوريين”، وفق تقديره.
اعتصام مطلبي
وفي سياق متصل، يتواصل الاعتصام الذي ينظمه تجمع “الشعب السوري الحر” منذ 21 آب/ أغسطس، وذلك لمطالبة الحكومة الألمانية بعدم إجبار السوريين على الذهاب للسفارة لاستخراج واستصدار الوثائق اللازمة.
ويشكو سوريون بألمانيا من أن ما سبق يعرضهم لخطر فقد حق اللجوء، ناهيك عن الإذلال والتكاليف الباهظة التي يدفعونها للوصول للسفارة ببرلين، كما يقولون.
كما يطالبون السلطات الألمانية باستعجال الرد على طلبات اللجوء المعطلة، وفتح الباب أمام عمليات لم الشمل للأسر السورية، والتي تم تعليقها مؤقتا، ومنح من حصلوا على إقامة سنة وثيقة سفر، لكي يتمكنوا من الحركة خارج ألمانيا.
ويبلغ عدد الجالية السورية بألمانيا قرابة المليون شخص، غالبيتهم ممن لجأوا هروبا من ويلات الحرب في بلدهم.