قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ,يوم الثلاثاء, إن “الصراع المسلح في سوريا يعد الأضخم بعد الحرب العالمية الثانية”، منوها “لحجم المأساة وتداعياتها”.
واعتبر الدبلوماسي الروسي في مقابلة خاصة مع قناة ( RT) أن “الوضع في سوريا لا يتطلب فقط إيجاد حل سياسي ينهي القتال المسلح هناك بل والبدء بالعمل الإنساني”, مضيفا ان “المواطنين الأبرياء، الذين يستخدمهم السياسيون كورق للعب يعانون، لكن يجب عدم التقليل من حجم المأساة، التي يواجهها المواطنون السوريون.. إنها بحق مأساة”.
وتابع المسؤول الروسي بأن الملايين من المواطنين فقدوا منازلهم، وأن الكثيرين اضطروا للبحث عن مأوى في بلدان أخرى، فيما فقد 250 ألف شخص أرواحهم.
وأدت الأزمة السورية التي اندلعت منذ قرابة 5 سنوات إلى مقتل أكثر من 250 ألف و مليون ونصف مصاب, ونزوح الملايين داخليا و خارجيا في ظل تردي الحياة المعيشية والأمنية وازدياد معدلات الفقر و البطالة, وهدم البنى التحتية والممتلكات العامة و الخاصة, نتيجة أعمال القصف و العمليات العسكرية والاشتباكات بين أطراف النزاع, وسط عجز مجلس الأمن و المجتمع الدولي حتى الآن عن الوصول إلى حلول سياسية كفيلة بإنهاء الأزمة السورية.
واعرب تشوركين عن اعتقاده بانه “ومنذ الحرب العالمية الثانية لم يعرف العالم مأساة بهذا الشكل، لذلك من الضروري بذل كافة الجهود من أجل تصحيح الوضع”, لافتا الى انه “يجب البحث عن حل سياسي في المقام الأول وكذلك وقف القتال، لكن هذا يتطلب عملا خاصا في بعض المواقع”.
وأوضح “على سبيل المثال هناك مناطق محاصرة وأخرى الوضع فيها صعب للغاية.. نحن في الأمم المتحدة نعمل بجد في هذا الإطار، هنا في نيويورك، وكذلك في جنيف، حيث توجد منظمة الأمم المتحدة والتي تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية”.
وأشار تشوركين إلى أن “روسيا تدعم الاتصال المستمر مع الحكومة السورية من أجل حل جميع المشاكل التي تعوق عمل المنظمات الإنسانية من تنفيذ واجبها وإرسال المساعدات الضرورية لمئات الآلاف من المواطنين السوريين”.
وكان المندوب الروسي تشوركين أعلن , مؤخرا أن موسكو ستقدم اقتراحات تتعلق بوقف إطلاق النار في سوريا.
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف في وقت سابق من ,يوم الثلاثاء, أن بلاده اقترحت خطة “متماسكة” لحلّ الأزمة السورية”, مشيرا إلى أن “واشنطن تدرسها.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت الأمم المتحدة تعليق جنيف3، على أن تعود للعمل به في 25 شباط الحالي، حيث انطلق في في 29 الشهر الماضي، واستمر فقط ستة أيام، إذ حذر دي ميستورا ان محادثات جنيف تمثل “آخر أمل” لسوريا, فيما سارعت الجهات المعنية بالازمة السورية، إلى تقاذف الاتهامات حيال تعثر مفاوضات جنيف.
وبدأت روسيا غاراتها على سوريا في, 30 أيلول الماضي, في وقت تواجه اتهامات من قبل أطياف من المعارضة السورية وعدة دول ومنظمات حقوقية باستهداف طيرانها مواقع للمعارضة المعتدلة ومناطق مدنية في مناطق سورية عدة, الأمر الذي تنفيه موسكو, مؤكدة أنها تستهدف “جماعات متطرفة” منها (داعش), وجماعات ”ارهابية“ أخرى تحددها مع الجانب السوري.
سيريانيوز