منذ سنوات والسوريين في كل دول اللجوء يحاولون إثبات أنفسهم رغم مشوار اللجوء الصعب، ومنهم من يستقر ويبدأ من جديد ليعكس صورة حسنة عن وطنه الأم، أيضا ليستطيع كسوري رسم خارطة لمستقبل لو بعيدا عن موطنه في حلم للرجوع من جديد، ويعتبر السوريون أن نظرة الغرب والدول المضيفة لهم مهمة جداً، حيث يمكن أن تنعكس تلك النظرة وذلك الانطباع على جميع السوريين في دول اللجوء .
وأغلب السوريين هربوا من هول الحرب التي تطحنهم برحاها وبحثا عن الأمان، إلا أن البعض اتخذ ما يجري في سوريا مصدرا للصعود على الثورة واللاجئين في بعض دول اللجوء، فقد انتشرت ظواهر سلبية كانت تعكس ردة فعل سلبية تجاه القضية السورية.
ففي المغرب تملأ الشوارع ظاهرة باسم السوريين وهي التسول، وقد نجح أصحابها ( النور ) في البحث عن مصدر رزق سهل يؤمن لهم قوت يومهم بلا تعب ولا كرامة حسب ما يقال من قبل السوريين!!
أسلوب جديد في التسول يبحث الغجر السوريين والذين تجنسوا بالجنسية السورية، بعد قرار بشار الأسد بتجنيسهم في بدايات الثورة عن الشوارع المهمة في المغرب وأمام الجوامع والأسواق التجارية، ويتجول النساء مع أطفالهم بشكل كبير وهم يحملون صورة ملونة عن الجواز السوري في استدرار للعطف من قبل المغاربة والسياح، في جمل مكررة ومحفوظة ( ساعدونا نحنا سوريين … ساعدونا الله يوفقكن .. نحنا جايين من الحرب).
وغالبا ما يجمعون الكثير من المال في مواسم الأعياد وشهر رمضان وأيام الجمعة بشكل خاص، وتعمل النساء والأطفال بشكل خاص في هذا المهنة ويقف المسؤول عن العائلة ويكون الأب أو الأخ بعيدا عنهم ليوجههم بإيماءات كي يتقنوا العمل بشكل أفضل، وقد نشرت قناة (دوزيم)المغربية تحقيقا موسعا حول المتسولين وكان من ضمنهم ( النور ) وأظهر التحقيق غضبا كبيرا من قبل السوريين الموجودين في المدن المغربية تجاه تشويه سمعة السوري بهذه الشكل الرخيص حسب رأيهم .
انطباع كامل عن السوريين لا يعرف أغلب المغاربة أن هؤلاء من النور، وأغلبهم يظنون أن كل السوريون في الهواء سواء!!، ويرى الكثير من اللاجئين أن هؤلاء قد أساؤوا بشكل كبير للقضية السورية والثورة وأن كل منهم لم يعاني أصلا من ويلات ما جرى وسافر كي يصطاد في الماء العكر، أم محمد لاجئة من سوريا تدرك تماما أن الكثير ممن لا يدرك الفرق يظن أن السوري مجرد متنفع ومتسول وملابسه متهرئة، ((أراهم في الطرقات يتسولون باسمنا، وأنا كسورية كرامتي فوق كل اعتبار، أطفالي يسألوني عنهم وأخبرهم أنهم ليسوا سوريين أبدا، فالسوري لا يتسول في الشوارع بدون كرامة ولا قيمة، نحن جئنا هربا من الموت فقط وليس لأي سبب آخر)).
…)) مسؤولية على عاتق السوريين في دول اللجوء وبحسب انتشار هذه الظاهرة، في الكثير من المحافظات فالمغاربة باتوا منشقين بين محتقر لمن يستول ومتعاطف ومصدق أن كل متسول محتاج، ويتصرف على هذا الشكل لأنه لاجئ وضحية لحرب تعاني منها بلده، ويقع على عاتق اللاجئين التفسير والشرح أن السوري لا يمد يده لغيره ولكن ظروف الحرب والقتل المستمر أجبرت السوريين على اللجوء، ولكن الجميع يبحث عن فرص كثيرة للعمل والدارسة، وإيجاد فرص للبحث عن مورد كريم للعيش.
ويقع الكثير من المسؤولية في دول اللجوء على الناشطين السوريين، والفاعلين والذين يؤثرون في الرأي العام قدر المستطاع ويقوم بعضهم لحملات توعوية عبر منظمات وتحقيقات يقوم بها بعض النشطاء، كما حدث في فرنسا وقامت إحدى المحطات بعرض تحقيق كامل عن التسول باسم السوريين من كل الجنسيات العربية والأفريقية وحتى الأوربية أحيانا.
المركز الصحفي السوري – زهرة محمد