أظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب جانباً مختلفاً في أول خطاب له أمام الكونجرس. فترمب هذا كان مزيجاً من صانع الصفقات والبائع إذ دعا إلى الوحدة وحاول إخراج رسالته الشعبوية في صورة أكثر قبولا، وكان أقل إثارة للخلاف وحساسية للنقد وأكثر استيعاباً وشمولا.
في حين انتقد ساسة واشنطن ووصفهم بأنهم نخبويون منفصلون عن الواقع في خطاب تنصيبه قبل 5 أسابيع جاءت رسالته مختلفة ليل الثلاثاء ومفادها أنه بحاجة للجمهوريين والديمقراطيين على السواء. وتأكيداً على نزعته الاستعراضية تعهد ترمب بفيض من الوعود: برنامج ضخم للبنية الأساسية والأشغال العامة وتخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة وإصلاح لنظامي الهجرة والرعاية الصحية ومشروع قانون للتعليم.
وكل ذلك سيتطلب تحركاً للكونجرس وسيكون ذلك على الأرجح عن طريق تحالفات مختلفة من المحافظين والمعتدلين والديمقراطيين. وكان ترمب استشاط غضباً من الديمقراطيين، لتعطيلهم تأييد مرشحيه للإدارة لكنه لم ينتقدهم هذه المرة، بل إنه طلب دعمهم مراراً محاججاً بأن مشكلات بلاده بحاجة لحلول غير حزبية.
وقال العضو الديمقراطي بمجلس النواب بيتر ويلش: «لقد كانت لهجته أقل حدة وألقى خطاباً ولم يغرِّد على تويتر وهذا أكثر ملائمة عندما تكون رئيس الولايات المتحدة. التفاصيل المتعلقة بسياساته ستمثل التحدي الحقيقي». وقال المستشار الجمهوري مات ماكوياك: «كان سمته رئاسياً مثلما لم يكن من قبل». وقال برادلي بليكمان وهو معاون سابق للرئيس جورج دبليو بوش: «لقد فعل كل ما في وسعه على نحو منفرد. وهو الآن بحاجة لإقرار مشاريع القوانين».
فيما قال بليكمان إن ترمب بحاجة للديمقراطيين كي يكون أغلبية في حالة معارضة الجمهوريين المحافظين لبعض من مقترحاته الأكثر وسطية من قبيل الإنفاق الضخم على البنية الأساسية والمحادثات بشأن إصلاح الهجرة.
وأضاف: «كان الرئيس شخصاً متفاعلا مثلما لم نره من قبل. هو يدرك أن هذه الصفقة ربما لا تروق لك لكنني أحتاجك لـ3 صفقات أخرى».
بدوره قال رودبل مولينو الذي سبق أن عمل مساعداً كبيراً للسناتور الديمقراطي السابق هاري ريد: «إذا كنت تعيش في كهف خلال الشهر الماضي فإنك قد تعتقد أن هذا خطاب منطقي وإذا رأيته كل يوم فإنك لن ترى ذلك سوى مجرد كلام. لو كان تصرف على هذا النحو كل يوم لربما كان للديمقراطيين موقف مختلف».
وقالت نانسي بيلوسي العضو الديمقراطي البارز في مجلس النواب في بيان: «خطاب الرئيس منفصل تماماً عن الواقع القاسي لسلوكه».
وقال ديمقراطيون في الكونجرس إنهم يميلون إلى برنامج ترمب للبنية الأساسية والإعفاء الضريبي الخاص بالرعاية الصحية للأطفال ودعوته للحد من أسعار الأدوية وتعهده بالحفاظ على بعض العناصر الرئيسية من قانون التأمين الصحي الذي وقَّعه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2010 وكان من أبرز ملامح رئاسته.
غير أن الديمقراطيين لا يزالون قلقين من تعهد ترمب بخفض البرامج الاتحادية لزيادة الإنفاق العسكري وخططه لخفض الضرائب على الأثرياء والشركات وكذلك سياسته العدائية فيما يتعلق بترحيل المهاجرين إلى جانب أمور أخرى. ومن المرجح أن يصدر البيت الأبيض في الأيام المقبلة نسخة معدلة من أمره بحظر السفر مما يشعل مجدداً الجدل الذي ألقى بظلاله على الأسابيع الأولى من رئاسة ترمب.;
العرب اللندنية