قــــراءة فــي الــصحف
نبدأ قراءتنا من صحيفة الـ “نيويورك تايمز” الأمريكية التي اعتبرت أن الدعم الجوي الروسي لجنود أتراك في حملتهم العسكرية ضد تنظيم الدولة بشمال سوريا، تطورا مهما في شراكة ناشئة بين أنقرة وموسكو، ومشيرة إلى أن هذه العلاقات متزايدة الرسوخ تهدد الدور الأميركي في الصراع الدائر على تقرير مصير سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الغارات الروسية التي نفذت قرب مدينة الباب قبل أسبوع تعد العمل العسكري الأول من نوعه من جانب حكومة روسيا، لمساعدة الأتراك في حربهم ضد تنظيم الدولة، مع استغلال موسكو فرصة مع أنقرة، عضو حلف الناتو، لمحاولة بناء شراكة عسكرية، في وقت تسعى فيه واشنطن لاستعادة مدينة الرقة.
ورأت الصحيفة هذه الشراكة العسكرية الجديدة تحولا مميزا في العلاقة بين الدولتين، منذ إسقاط تركيا لمقاتلة روسية في نوفمبر 2015، وكادت أن تعصف بالعلاقات.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة وموسكو منخرطتان في جهود مشتركة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق نار بسوريا، لم يمتثل فيه الأميركيون، الذين تشهد علاقتهم مع الأتراك توترا متزايدا بفعل دعم موسكو لانفصاليين أكراد شمال سوريا يسعون لإقامة حكم ذاتي.
هذا التقارب الروسي التركي رآه السفير الأميركي لدى تركيا، جيمس جيفري، شراكة تكتيكية أكثر منها استراتيجية، معتبرا أن روسيا يمكنها التعايش مع وجود عسكري تركي شمال سوريا طالما أنه لا يهدد نظام الأسد.
وقالت الصحيفة إن فعالية الغارات الجوية الروسية المساندة للجنود الأتراك غير معلومة، فمع تصاعد خسائر تركيا في مدينة الباب، اشتكى مسؤولون أتراك من نقص الدعم الجوي الأميركي، وهددوا بتعليق بلادهم للطلعات الأميركية من قاعدة أنجرليك، مما قد يمثل ضربة كبيرة للحملة الأميركية.
بدوره عنون موقع الـ “مونيتور” الأمريكي، “هل تغادر تركيا حلف الناتو؟”
في عام 2013 فاجأ الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي كان آنذاك رئيسا للوزراء، الكثيرين بتصريح له حول منظمة شنغهاي للتعاون، حين قال موجها حديثه للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ” أَخْرجنا من هذه المعاناة- أي محاولة الانضمام إلى الاتحاد الإوروبي- نرغب في إنجاز اتفاق التجارة الحرة مع الدول الأعضاء في المنظمة. لقد تحدثتُ معك من قبل عن منظمة شنغهاي، ونَحن مهتمون بهذا الموضوع”.
في ذلك الوقت بدا حديث أردوغان كأنه دعابة، كما وصفه هو نفسه، أو ربما كان رسالة استفزاز وجهها إلى بروكسل مفادها لسنا في حاجة إليكم، فلدينا خيارات أخرى. في تلك الآونة لم يحمل حديث أردوغان على محمل الجد سوى قليلين في تركيا وروسيا.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 تطرق الرئيس أردوغان مرة أخرى إلى مسألة عضوية تركيا في منظمة شنغهاي، وقال للصحفيين المرافقين له في الطائرة خلال عودته من كازخستان” يجب أن تشعر تركيا بالارتياح، لا تقل لي انضم إلى الاتحاد الأوروبي بأي ثمن. لم لا تنضم تركيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون” .
ويرى خبراء عسكريين روس يشككون في عضوية تركيا في منظمة شنغهاي، وقال أحدهم وهو كولونيل متقاعد وصحفي عسكري للمونيتور مشترطا عدم الكشف عن هويته” إن تركيا لا تستطيع الانضمام إلى منظمة شنغهاي دون ترك الناتو. أسست منظمة شنغهاي بوصفها منظمة إقليمية تركز أولا على التهديدات الأمنية مثل التطرف والإرهاب والتعاون الأمني والعسكري الوثيق، ولذلك فمن المستحيل أن تصير دولة في الناتو عضوا في منظمة شنغهاي”.
أما في تركيا فينظر إلى عضوية منظمة شنغهاي على أنها تكاد تكون بديلا للناتو وللاتحاد الأوروبي، فقد صرح رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، لوسائل الإعلام خلال رحلته إلى روسيا في ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، بأن ” شنغهاي ليست بديلا للاتحاد الأوروبي. نحن لا نستخدم الانضمام إلى شنغهاي لتخويف الاتحاد الأوروبي، لكننا لا يمكن أن نتجاهل التهديدات والفرص التي نواجهها، وليس في وسعنا القول بأن الخيار الوحيد هو الاتحاد الأوروبي، وسوف نكون في الاتحاد عندما يرغبون في ذلك”.
وقال سوسيال للمونيتور ” لا أرى سببا يدفع تركيا إلى ترك الناتو، فمنظمة شنغهاي للتعاون لم تؤسس بديلا له.
تنظر موسكو إلى منظمة شنغهاي للتعاون على أنها تجمع عسكري سياسي أكثر منه تجمعا اقتصاديا، وهذا يضعف كثيرا فرصة انضمام بلد عضو في الناتو إلى المنظمة، على الرغم من أن موسكو ترحب بجهود أنقرة للانضمام.
وقال رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي “جيرونوفسكي”، إن “أردوغان” طلب منه شخصيا خلال زيارته تركيا في نوفمبر دعم الجهود التركية للانضمام غلى منظمة شنغهاي، وإن هناك احتمالا لأن تترك تركيا الناتو.
الــمركز الــصحفي الــسوري