رأى خبير ومحلل سياسي إن تركيا وقطر مُستهدفتان بشكل متوازٍ، وأسباب حصار قطر مشابهة لدوافع المجموعة التي حاولت الانقلاب على النظام التركي في يوليو/تموز من العام 2016، فيما أشار آخر إلى أن “أهم عائق أمام حل الأزمة هو عدم وجود تعريف موحّد للأمن الإقليمي”.
وأشار المحلل التركي أوكتاي يلماز، إلى أن من بين الأسباب وقوف تركيا وقطر مع ثورات الربيع العربي ورفض الانقلاب في مصر ومواجهة الثورات المضادة ودعم القضية الفلسطينية، ومنع تقسيم المنطقة.
وأضاف أن هناك تقاربا كبيرا في سياسات أنقرة والدوحة، معربًا عن اعتقاده في أن “كل هذه الأسباب كانت سببا رئيسيا في حصار قطر، وكذلك في تلقي الانقلابيين دعمًا لتنفيذ محاولتهم الفاشلة”، وفق صحيفة “الشرق” القطرية.
وحول الجولة الخارجية الأولى لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والتي بدأها من تركيا، قال يلماز إنها مهمة جدًا، وتؤكد استقرار الأوضاع الداخلية، وتدل على أن الأمور السياسية والأمنية داخل قطر مستقرة ومطمئنة.
واستدرك: “كما أن زيارة الأمير إلى تركيا تتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الكويتي، وهو ما يشير إلى وجود تنسيق بين الكويت وتركيا وقطر لإيجاد حل للأزمة، بالنظر إلى أن تركيا داعمة بقوة للوساطة الكويتية”.
وعن الموقف الأمريكي من الأزمة الخليجية، أشار يلماز إلى أن موقف الرئيس دونالد ترامب هو السبب الحقيقي في الأزمة الخليجية، ولولا موافقته على الحصار ما كانت الدول الأربع أقدمت عليه.
وأضاف: “خاصة أن هذه الدول استغلت عدم معرفة ترامب بالمنطقة، وقلة خبرته في السياسة الخارجية، فأقنعوه أن قطر تدعم الإرهاب، واستطاعوا الحصول منه على الموافقة على حصارها تمهيدًا للقيام بعمل عسكري ضدها..
ولولا تدخل المؤسسات الأمريكية الأخرى لوقعت الكارثة، لذلك أنا أحمل الرئيس الأمريكي مسؤولية ما حدث من حصار، والانقسام داخل مجلس التعاون، رغم أنه تراجع عن موقفه بشكل كبير”.
وأكّد الخبير التركي أن “جميع أطراف الأزمة خاسرة، وفي المقدمة دول الحصار، وأتصور أن المستفيد من الأزمة هي إسرائيل وإيران والأنظمة الديكتاتورية في المنطقة”.
وتابع: “كما أن الولايات المتحدة استفادت من الأزمة بشكل كبير حيث وقعت اتفاقيات بيع أسلحة لجميع الأطراف، كذلك فقد حصل ترامب على مبلغ فلكي من دول الحصار في مقابل موافقته على الإجراءات ضد قطر”.
وأعرب يلماز عن أسفه الشديد لكون سياسات الإمارات العربية المتحدة تقوم بدور يزعزع استقرار المنطقة، ولا يراعي الأوضاع داخل البلاد كذلك، خاصة أنه ثبت أن جميع السياسات الإماراتية تتعارض بشكل كبير مع مصالح الشعب الإماراتي، ومع مصالح دول الجوار أيضا.
في سياق متصل، رأى نايف بن نهار الشمري، الأستاذ في جامعة قطر، أن “أهم عائق أمام حل الأزمة هو عدم وجود تعريف موحّد للأمن الإقليمي، ما يعيق سبل التعاون، نظرا لوجود مواقف متباينة بين دول الخليج تجاه بعض الجهات الفاعلة في المنطقة”.
ومشددا على أهمية بقاء حل الأزمة داخل مجلس التعاون، أضاف الشمري، خلال ندوة سياسية في الدوحة مطلع الشهر الجاري: “يجب على دول الحصار، إذا أردات حلا حقيقيا للأزمة، أن يبقى الأمر داخل البيت الخليجي، لا تدويلها والسماح للبيت الأبيض بالتدخل، وإدخال مصر فيها”.
واعتبر الأكاديمي القطري أن “دول الحصار ارتكبت أخطاء كبيرة، بنقل الأزمة من المستوى السياسي إلى المستوى الشعبي، إذ باتت شعوب هذه البلدان تتبادل الإساءات، وتحرق إمكانيات التعاون في المستقبل”.
ترك برس