تركيا وأروقة المخابرات خلال محاولة الانقلاب

مع الكشف يوميا، عن المزيد من تفاصيل الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، تزداد التساؤلات عن دور المخابرات في الكشف عنه في اللحظة الأخيرة والتصدي له مع قوات الأمن.

وقد أثار دور المخابرات، الجدل بين من يقول إن أداءها أنقذ الرئيس وأفشل الانقلاب، وبين من يشكك في حقيقة الدور الذي لعبه رئيس المخابرات هاكان فيدان.

في مايو الماضي، طلب الرئيس رجب طيب أردوغان من رئيس وزرائه أحمد داودأوغلو الاستقالة بعد تراجع الثقة بينهما، واتهام أردوغان له بالعمل مع رجاله على سحب البساط من تحت أقدامه.

منذ ذلك اليوم جرت عملية تصفية لجميع رجال داودأوغلو المقربين، في جميع مؤسسات الدولة، من التلفزيون إلى الخارجية، وبدأ حينها الحديث عن أن الدور جاء على رئيس المخابرات هاكان فيدان، تلميذ داودأوغلو، الذي طلب العام الماضي ترك العمل مع أردوغان ودخول الانتخابات للعمل وزيرا في حكومة أستاذه داودأوغلو، وهو أمر أغضب أردوغان وحال دون حصوله.

ومنذ انتهاء المحاولة الانقلابية الفاشلة الجمعة الماضية، والتساؤلات تزداد عما إذا كان عدد الضباط المتورطين في الانقلاب كبيرا وبالمئات، فكيف غاب ذلك عن عيون المخابرات التي كلفها أردوغان بعد أنفاس الجنرالات والضباط لتوجسه منهم، وقوله مرارا إن بينهم منتسبين لجماعة غولن.

السؤال حير الجميع لدرجة أن قناة “أ تي في” الموالية نشرت مقابلة مع مراسلها المعتمد للسياسة الداخلية، حيث قال “إن المخابرات لم تنبه الرئيس أردوغان لوقوع الانقلاب رغم علمها به”، في تصريح هز الأوساط التركية لما فيه من اتهام خطير للمخابرات ورئيسها فيدان.

لكن المخابرات نفت التهمة، وصدر بيان عن الجيش قال إن رئيس المخابرات جاء إلى قيادة الأركان وأبلغهم بوجود مخطط انقلابي الساعة الرابعة عصرا، ومن بعد ذلك تم إبلاغ الرئيس بالأمر، فيما بدأ الانقلاب في التاسعة مساء.

هذه النقطة أثارت الكثير من الجدل بشأن عدم قدرة رئيس أركان الجيش وأد الانقلاب في مهده قبل انفلات الأمر، رغم علمه به قبل خمس ساعات.

كذلك تساءلت أوساط تركية عن أسباب بقاء أردوغان في فندقه بمرمريس حتى الساعة الواحدة ليلا، فيما تقتضي الحيطة أن يتحرك فور علمه من المخابرات بوجود انقلاب، أن يغير مكانه على الفور.

كما تتحدث أوساط تركية عن أسباب لجوء أردوغان لاستقلال طائرته في هذا التوقيت والتوجه لإسطنبول، رغم علمه بوجود طائرات “إف 16” في سماء المدينة تابعة للانقلابيين، وهي مجازفة خطيرة، إذ أنه ما كان ليضمن أن الجنرال الذي سيؤمن له الرحلة ليس انقلابيا.

 سكاي نيوز عربية
Next Post

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist