قـــراءة فــي الــصحف
البداية من صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأميركية التي قالت، إن الاضطراب الحاصل في سوريا ألقى بظلال على الساحتين السياسية والاجتماعية في تركيا، وجلب للأراضي التركية أعمال عنف طالت مدنها وكادت أن يعزلها عن حلفائها القدامى.
ويقول أرون شتاين زميل مركز رفيق الحريري في معهد «أتلانتك كونسل» الأميركي إن أي جهود لمعالجة الصراع في سوريا سترتد على الساحة الداخلية التركية، لكن غياب أي حل سياسي يعني أن دائرة العنف مستمرة.
وأضافت الصحيفة أن تركيا كانت من أُولَيَات الدول التي تأثرت بالصراع السوري، فقد آوت أكثر من 3 ملايين لاجئ وتصدرت الدعوات لإقامة مناطق آمنة لمدنيي سوريا.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حث بشار الأسد على عدم قمع شعبه في بداية 2011، لكن رد فعل الأسد العنيف على المظاهرات حث تركيا على قطع العلاقات مع نظام بشار، بل سرعان ما تبنى أردوغان المعارضة السورية.
ويرى سونر كيجباتي -باحث الشؤون التركية في معهد واشنطن لسياسيات الشرق الأدنى- أن الحرب السورية مثلت كبرى مشاكل السياسة الخارجية لتركيا منذ نهاية الحرب الباردة، وأضاف أن فشل العالم في الإطاحة بنظام الأسد جعل تركيا مكروهة من جمع أطراف الصراع بدءا بنظام الأسد والأكراد وتنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن تركيا تكسر عزلتها الآن إذ خففت من لهجتها إزاء الصراع السورية، وخاضت شراكة مع روسيا أبزر حلفاء الأسد لإعادة بدء عملية السلام وتنفيذ اتفاق وقف أطلاق النار.;
بدورها عنونت “صحيفة وول ستريت جورنال” الأميركية “مفاوضات أستانة أكبر اختبار لروسيا وتركيا”.
قالت الصحيفة، إن مفاوضات أستانا بشأن سوريا ستمثل أول وأكبر اختبار للتعاون الجديد بين تركيا وروسيا وإمكانية تحقيقه اختراقا لإنهاء الصراع السوري.
وأوضحت أن أنقرة وموسكو اللتين ظلتا لسنوات تدعمان أطرافا متحاربة في الحرب الأهلية السورية، أعلنتا أنهما ستضعان الخطوط العريضة لاتفاقية سلام خلال المفاوضات التي ستبدأ اليوم بالعاصمة الكزاخية.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها من أستانا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن هذه المفاوضات تهدف للبناء فوق اتفاق وقف إطلاق النار الجاري، وستضم قادة ميدانيين لتنظيمات من المعارضة السورية المسلحة، بينما قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن عدد التنظيمات المعارضة الممثلة في المفاوضات يبلغ حاليا 14 قابل للزيادة.
وعلقت الصحيفة بأن هذا العدد الكبير من التنظيمات المعارضة التي تحارب نظام الرئيس بشار الأسد ويحارب بعضها بعضا، يمكنها إفشال التوصل إلى أي اتفاق، كما أن بعض التنظيمات الكبيرة أعلنت عدم مشاركتها في المفاوضات.
وأضافت أنه منذ الصيف الماضي ظل مسؤولون أتراك وروس يناقشون الخطوط العريضة لما تصفه أنقرة بأنه حل سياسي “عملي” مؤقت في سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه للتوصل إلى إجماع بشأن المستقبل البعيد للبلاد الممزقة.
يُذكر أن تركيا وروسيا ظلتا مختلفتين على مصير الأسد، وقالت الصحيفة لكن تركيا أظهرت تخفيفا لموقفها من الأسد مؤخرا، مشيرة إلى ما قاله محمد شيشمك نائب رئيس الوزراء التركي في دافوس بسويسرا الجمعة الماضي من أن “الوقائع على الأرض تغيّرت بشكل كبير وتركيا تعتقد أن الحل السياسي الدائم في سوريا لن يشمل دورا للأسد”، وقال في الوقت نفسه إن فشل المعارضة المسلحة وغير المسلحة في إسقاط الأسد حقيقة لا يمكن تجاهلها.
وفي الجانب الروسي، قالت الصحيفة إن موسكو خففت هي الأخرى من موقفها تجاه مصير الأسد وأعربت عن موافقتها لإبعاده عن السلطة في نهاية الأمر.
وأورد التقرير أن كثيرا من قادة فصائل المعارضة المسلحة أعلنوا الخميس الماضي أن هدفهم الأول من مفاوضات أستانا هو تثبيت وقف حقيقي لإطلاق النار بدلا من مناقشة تسويات سياسية، مشيرين إلى أنه رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار الجاري فإن موسكو ودمشق لا تزالان تشنان غارات على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
يُشار إلى أن جولة أخرى من المفاوضات بشأن سوريا يُخطط لها أن تنعقد الشهر المقبل في جنيف حيث تستضيفها الأمم المتحدة.
الـمركز الـصحفي الـسوري _ صـحف