أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو استعداد بلاده للحوار مع الجارة اليونان، ونفى التراجع عن عمليات التنقيب في شرق المتوسط، مستبعدا عقوبات أوروبية على بلاده.
وقال أوغلو إن أنقرة ستفرض شروطا للحوار إذا ما وضعت أثينا شروطا مسبقة.
وردا على تصريحات رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس التي ألمح فيها إلى إمكانية الحوار في حال لم تحدث استفزازات، قال أوغلو: هذا تصريح إيجابي، لكن لا نقبل بأي شروط مسبقة، مؤكدا أن التوتر القائم في شرق المتوسط لن ينتهي في حال لم تحترم اليونان حدود الجرف القاري التركي.
من جهتها، اعتبرت الرئيسة اليونانية إيكاتيريني ساكيلاروبولو سحب سفينة التنقيب التركية “عروج ريس” خطوة في الاتجاه الصحيح، مؤكدة أن اليونان لا تهدد أحدا، وتسعى دائما للحوار.
غير أن وزير الخارجية التركي أكد أن سفينة التنقيب عادت إلى ميناء أنطاليا من أجل الصيانة، وإن سفنا تركية أخرى ما زالت تجري أعمال المسح والتنقيب في شرق المتوسط.
وذكرت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية في بيان لها أن سفينة “عروج ريس” -التي بدأت بفعاليات البحث الزلزالي اعتبارا من العاشر من أغسطس/آب الماضي في منطقة “دارما – 1” في البحر الأبيض المتوسط- حققت حتى اليوم مسحا زلزاليا بمساحة 3525 كيلومترا في هذه المنطقة.
وأفادت الوزارة في بيانها بأن السفينة رست في الميناء كإجراء روتيني بهدف تبديل الطاقم العامل فيها، وإجراء عمليات الصيانة الدورية المخطط لها مسبقا استعدادا لمهامها المقبلة.وورد في البيان أن عمليات المسح والتنقيب -التي تنفذ في شرق البحر الأبيض المتوسط وفقا للقانون الدولي- ما زالت مستمرة عبر سفينتي المسح والتنقيب “ياوظ” و”بربروس خير الدين باشا”.
ضغوط خارجية
وفي ظل التوتر في شرق المتوسط، استبعد وزير الخارجية التركي أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بلاده بسبب نزاعها مع اليونان.
وكان الاتحاد الأوروبي قد عبر عن دعمه الكامل لليونان وقبرص في هذا النزاع، وقال إنه يجهز لعقوبات محتملة في حال عدم بدء الحوار، وقد يتخذ زعماء الاتحاد قرارا بهذا الخصوص في اجتماعهم المقرر يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول.
وفي السياق، دعت تركيا الولايات المتحدة لاتخاذ موقف محايد بشأن قبرص، وذلك بعد توقيع اتفاق بين واشنطن ونيقوسيا لإقامة مركز للتدريب العسكري، ورفع واشنطن حظر تصدير السلاح إلى قبرص المفروض منذ 33 عاما.
وقالت الخارجية التركية إن مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة وقبرص لن تخدم السلام والاستقرار، بل إنها سترفع حدة التوتر في منطقة شرق المتوسط، وستلحق الضرر بحل المشكلة القبرصية.
ودعت أنقرة الولايات المتحدة للعودة إلى سياسة الحياد التي كانت تتبعها في السابق بشأن جزيرة قبرص، وأن تساهم في الجهود الرامية للتوصل إلى حل للقضية القبرصية.
في الأثناء، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليونان إلى عدم الانجرار وراء مبادرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي “يسعى للتغطية على إفلاسه السياسي”.
وتطرق أكار -في مقابلة أمس مع وكالة الأناضول- إلى تصريحات ماكرون التي دعا فيها الدول الأوروبية لأن تكون أكثر حزما تجاه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وليس الشعب التركي.
واعتبر الوزير التركي أن تصريحات ماكرون هدفها “إثارة الفتنة”، مؤكدا أن الشعب التركي لا يقيم أي وزن لها.
وأشار أكار إلى أن اليونان سلحت 18 جزيرة بشكل مخالف للاتفاقيات “وهذا يصعد التوتر ويقوض الحوار”، مؤكدا تأييد حل المشاكل بالحوار والطرق السلمية.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد دعا اليونان إلى عدم الدخول في مسار ضد بلاده، وطالبها بمراعاة حق الجوار، مشددا على أن تركيا قادرة على الدخول في أي مواجهة عند الضرورة.
نقلا عن الجزيرة