بالتزامن مع ترحيل الحكومة السعودية لـ39 ألف مواطن باكستاني، آُطلق في السعودية وسم (هاشتاغ) سعودي تحت اسم «# ترحيل الأجانب مطلب وطني»، دُوّنت فيه أكثر من 55 ألف تغريدة.
وعزا ناشطون سبب مشاركتهم في الوسم إلى زيادة نسبة البطالة، وتدني رواتب أعداد كبيرة من المواطنين مقارنة بالوافدين، بينما أشارت الحكومة السعودية أن قرارها ترحيل هذا العدد الكبير من العمالة الباكستانية يرجع إلى مخالفات تتعلق بنظام الإقامة والعمل، وبسبب ارتفاع أعداد الموقوفين الباكستانيين في قضايا الإرهاب ومخالفة نظام الإقامة والعمل في المملكة.
ولم يكن هذا القرار هو الأول من نوعه في السعودية حيث كشفت صحيفة «ذا إكسبرس تريبيون» الباكستانية أن المملكة العربية السعودية قامت بترحيل نحو 123.527 باكستانيا عام 2009.
وأكدت أنه تم ترحيل 67 مهاجراً باكستانيا يوميا خلال الـ5 سنوات الماضية، وفقا لما كشفت عنه وزارة الخارجية الباكستانية.
وأشارت الصحيفة إلى استياء صاحب زاده طريق الله، النائب عن الجماعة الإسلامية، لصمت وزارة الخارجية الباكستانية حيال ما يحدث، وعدم أخذ أية ردة فعل تجاه ما تقوم به السلطات السعودية تجاه العمال الباكستانيين.
ومع إعلان السلطات الخاصة بمصلحة الجوازات السعودية عن ترحيلهم، أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الشورى، عبد الله السعدون، على ضرورة فحص القادمين للعمل في المملكة من العمالة الباكستانية، فحصاً دقيقا بسبب تورط عدد من الباكستانيين في قضايا أمنية.
وأكدت السلطات السعودية أن البحث جارٍ عن وجود أي مخالفين أخرين لترحيلهم.
وتضاربت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي حول الوسم «الهاشتاغ» الذي يدعو الحكومة لترحيل الوافدين، من أجل إيجاد فرص عمل للمواطنين، ومنع استحواذ الأجانب على النصيب الأكبر من فرص العمل. وأكد مغردون «أنه حان الوقت لطرد كل أجنبي يعمل بالتجارة، ووقف نزيف التحويلات المالية إلى الخارج، و التي تضر باقتصاد الوطن».وقالت جيهان «أنا معه وبقوة لأن كل الشغيلة عندنا أجانب، وعيال المملكه جلوس».
ودعمها محمد الشهراني قائلاً «أي والله ما دمر الاقتصاد، وما جات المشاكل إلا من تحت روسهم وخاصة اليمنيين بكل مكان تلقاهم».
أما عبد العزيز بن عبد الله فكتب «تطالب بحقك وحق أبناء وطنك فأنت عنصري، تسكت عن حقك قالوا سعودي عاطل عن العمل، طبعا أكثر 80٪ من الوظائف للأجانب».
في حين رفض آخرون هذا الوسم «الهاشتاغ» واعتبروه «عنصرياً»، ورحبوا بالعمالة الأجنبية وألمحوا إلى ضرورة معاقبة من يروج لهذا الخطاب «المتخلف».
وقد أثارت هذه الحملة بعض المواطنين، فكتبت شموخ أحمد «مين المتخلف اللي سوا الهاشتاغ؟ المفروض يكون اطردوا المتخلفين فكرياً من وطني!؟ انتم سبب تراجعنا والله». وجاءت تغريدة عبد الرحمن بحير بالنهج نفسه قائلاً «اقترح على وزارة الداخلية ملاحقة من أنشأ الهاشتاغ وسحبه من أذنه على هذا الطرح المحسوب علينا ولا يمثلنا أبدا».
وغرد علي ساخرًا «بتنظفون شوارعكم؟ وتغسلون ملابسكم؟ و…الخ هذولي لابس الدكاتره سواء في مشفى او في جامعه ايه انا معكم ف ترحيلهم».
أما حمد العذل «وبعدين إذا ترامب قال يجب طرد المسلمين قالوا اعوذ بالله من العنصرية وحمدلله على نعمة الإسلام ! شعب مضحك».
وبين المؤيد والمعارض كانت هناك آراء وسطية، حيث ذهب قسم آخر إلى حصر هذا المطلب بقطاعات معينة، واستثناء أخرى يصعب على المواطنين التأقلم في العمل فيها في إشارة إلى الحرف اليدوية والنظافة وغيرها.
وهذا ما جاء واضحاً في تغريدة الناشط عبد العزيز النهير، الذي كتب «البعض لا يمكن الاستغناء عنهم، ولكن القضاء على التأشيرات الحرة والتستر وتحديد العمر حتى 65 سنه للإقامة هو المهم».
وتابع المغرد ضمير سعودي: «المطالبة بترحيل جميع الأجانب غير عقلاني، هناك أجانب نافعون وآخرون طفيليات ضارّة، نحن نطالب بترحيل الطفيليات الضارة».
وأضاف مشاري الغامدي «الأجنبي طبيعي يعمل بالبلد، لكن فكرة أن المدير يكون أجنبيا ويوظف أبناء جنسيته ويتجاهل الكفاءة السعودية فكرة مرفوضة».
واقترح في تغريدته «لو الدوله تأخذ ضرايب رمزيه ع الأجانب مثل بعض الدول المجاورة وصرفها على مصالح البلد والمحتاجين، أمور كثير تتحل عندنا».
المصدر:القدس:العربي