حقق دونالد ترامب وهيلاري كلينتون فوزاً سهلاً في الانتخابات التمهيدية بولاية نيويورك، أمس الثلاثاء 19 أبريل/نيسان 2016، ليستعيدا قوة دفع حملتيهما الانتخابية ويتخذا خطوات كبيرة نحو الفوز ببطاقة ترشح حزبيهما للرئاسة.
النصر الكبير الذي حققه الجمهوري ترامب في ولايته جعله قريباً من حصد 1237 مندوباً للفوز بالترشح للرئاسة وتجنب التنازع خلال مؤتمر الحزب في يوليو/تموز.
فوز كلينتون الكبير في نيويورك، وهي الولاية التي كانت تمثلها ذات يوم في مجلس الشيوخ، قطع سلسلة انتصارات لمنافسها الديمقراطي بيرني ساندرز وجعلت من شبه المستحيل أن يتجاوزها في عدد المندوبين اللازم للفوز ببطاقة الترشح.
كلينتون كانت بحاجة ماسّة للفوز في نيويورك، أولاً كي تضع حداً لسلسة هزائم مُنيت بها منذ 22 مارس/آذار (فوز واحد مقابل 7 هزائم)، وثانياً كي تحصد العدد الكبير لمندوبي نيويورك الذي قد يجعل من المستحيل على ساندرز أن يعوّض الفارق بينه وبينها.
ماذا يعني هذا الفوز؟
وانتصار ترامب وكلينتون في واحدة من أكبر الولايات حتى الآن يؤهلهما لأداء قوي يوم الثلاثاء المقبل؛ إذ من المتوقع أن يحققا نتائج جيدة في الانتخابات التمهيدية بالولايات الشمالية الشرقية.
ويبدو أن ترامب على وشك الفوز بمعظم أو كل المندوبين الجمهوريين البالغ عددهم 95 في نيويورك ليفوز بسهولة على السيناتور تيد كروز وحاكم ولاية أوهايو جون كيسيك، حيث حصد ترامب 60% من الأصوات في الولاية بعد فرز أكثر من 75% من النتائج.
وقد يفوز رجل الأعمال الملياردير بجميع المندوبين إذا حصل في نهاية المطاف على أكثر من 50% من الأصوات على مستوى الولاية.
وقال ترامب (69 عاماً) لأنصاره المبتهجين في حفل النصر ببرج ترامب في مانهاتن: “لم يتبق كثيراً من السباق استناداً لما أراه على شاشة التلفزيون.. نحن نحرز تقدماً حقاً”.
وقال إن قوى مؤسسة الحزب التي حاولت منعه من الفوز في الاقتراع الأول في مؤتمر الحزب “في ورطة”، مكرراً انتقاده للنظام “الملتوي” الذي سمح لكروز بالتغلب عليه وكسب مندوبين في عدد من الولايات.
وتشير أرقام أسوشيتد برس إلى أن ترامب دخل سباق نيويورك ومعه 756 مندوباً، بينما كان لدى كروز 559 مندوباً، وكيسيك 144 مندوباً. ويشمل ذلك عدداً من المندوبين الذين يتمتعون بحرية دعم المرشح الذي يختارونه.
تصريحات ما بعد الفوز
وقال ترامب إن فوزه في نيويورك سيجعل من شبه المستحيل حسابياً على كروز (45 عاماً) الفوز بالترشح في الاقتراع الأول لمؤتمر الحزب في يوليو/تموز.
وجاء فوز كلينتون في نيويورك بعد أحد أكثر الأنشطة الانتخابية سخونة من حملتها ضد ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت الذي فاز في آخر 7 ولايات من أصل 8 ولايات.
وقالت كلينتون (68 عاماً) لحشد مبتهج في فندق بمانهاتن: “السباق لترشيح الحزب الديمقراطي في نهايته والنصر يلوح في الأفق”، مشيرة إلى أنها حصدت أكثر من 10 ملايين صوت وفازت في كل منطقة بالبلاد.
وتواصلت كلينتون أيضاً مع أنصار ساندرز في حملة باتت عدائية على نحو متزايد. وقالت: “هناك الكثير الذي يوحّدنا أكثر مما يفرقنا”.
لكنها لم تستطع أن تقاوم انتقاد منافسها وكررت لغة استخدمتها في الآونة الأخيرة لانتقاد ساندرز (74 عاماً)، قائلة إنه يقدم أفكاراً لسياسة غامضة دون تفسير ملموس لإمكانية تحقيقها.
وأضافت كلينتون: “في الأضواء الساطعة لنيويورك رأينا أنه ليس كافياً أن تشخّص المشكلات.. عليك أن تشرح كيف ستقوم بحلها في الواقع”.
