مع انعقاد أعمال المؤتمر العام للحزب الجمهوري في مدينة كليفلاند واختيار دونالد ترامب مرشحا للحزب في سباق الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة، لا يزال الجدل يتسع بشأن ترامب وسياسته الخارجية بما في ذلك العلاقة المقبلة مع الاتحاد الأوروبي، واليابان وتعاطيه مع قضايا مختلفة من شرق آسيوية إلى الشرق الأوسط في حال توليه كرسي الرئاسة.
وكان ترامب قد أكد في كلمة شرح فيها سياسته الخارجية على وقف ما سماه انتشار “التطرف الإسلامي” والذي سيكون أولوية إدارته في حال فوزه بمنصب الرئيس.
ويشعر كبار الساسة في الداخل الأميركي بالقلق إزاء صعود نجم ترامب ودخوله البيت الأبيض، حيث سيكون بحسب الإيكونوميست إحدى المخاطر الدولية العشرة العظمى مما يجعل العالم أقل استقرارا خاصة في تعاطيه بشكل عنصري ومعادي للمهاجرين وبخاصة “المسلمين” ومنعهم من دخول الولايات المتحدة الأميركية.
ومع رفع ترامب شعار أميركا أولا، ينظر إلى ترامب إلى أنه سينتهج سياسة انعزالية مع العالم وانتهاج سياسة مغايرة مع الحلفاء، مع ميله لعقد صفقات مع روسيا والصين.. سيما وأن “الصين تمنح ترامب مزايا ملموسة على الجبهة الاقتصادية، وهو يمنحها حرية حركة أكبر في شرق آسيا.”
وكان المرشح الجمهوري قد قال إن “احتواء انتشار التطرف الإسلامي هو أحد أهم أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة وكذلك العالم” متعهدا أن يكون شعار “أميركا أولا” محرك سياسته الخارجية، مطالبا حلفاء بلاده بالمساهمة في الأمن العالمي بشكل أكبر.
وأكد ترامب بالقول:”أميركا أولا ستكون الفكرة الأهم والمهيمنة في إدارتي”.
وفي مقابلة مع سكاي نيوز عربية، يقول الدكتور جون اسبوسيتو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون إن سياسة ترامب الخارجية لم تتضح بعد بسبب عمومية تصريحاته الفضفاضة، مشيرا إلى أنه رغم تصريحاته المتكررة بمحاربة الإرهاب ودحر داعش إلا أنه لم يحدد أي خطة دقيقة يمكن أن ينتهجها، لذلك فإن السياسة الخارجية بالنسبة له لا تزال غامضة.
وأوضح جون بولتون الدبلوماسي الأميركي السابق لسكاي نيوز عربية أن صعود ترامب رغم فقره السياسي كان بسبب النقمة الشعبية على الأوساط السياسية، إلا أنه يشكل قيمة مضافة في ذلك الأمر من خلال عقد تحالفات والوصول إلى استراتيجية مشتركة ضد الإرهاب في المنطقة وفي العالم.
وأضاف اسبوسيتو: ” أعتقد أن ترامب ليس لديه أي خبرة في مجال السياسة الخارجية، كما أن خبرته في الإدارة الداخلية محدودة، والأمر يتوقف على مستشاريه وحاشيته من حوله.”
وبات ترامب معروفا لدى الأوساط الدبلوماسية الأميركية والخارجية بافتقارة إلى السياسة الخارجية، ليصبح وجبه رئيسية للتندر في المناسبات الدبلوماسية.
ففي إحدى اللقاءات، استغل الرئيس باراك أوباما الفرصة لانتقاد دونالد ترامب بالقول “المؤسسة الجمهورية ميالة للشكل درجة أنه هو ترامب أبرز مرشحيهم المحتملين”.
وتعالت الضحكات عندما قال أوباما: “يقولون إن دونالد يفتقر للخبرة اللازمة ليصبح رئيسا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لكنه وللإنصاف أمضى سنوات في لقاءات مع زعماء من أنحاء العالم: ملكة جمال السويد وملكة جمال الأرجنتين وملكة جمال أذربيجان” مشيرا إلى منافسات ملكة جمال الكون التي كان ترامب سابقا أحد ملاكها.
سكاي نيوز عربية