شكلت تدخلات حزب الله اللبناني في سوريا بطريقة غير شرعية إلى جانب النظام لقمع الانتفاضة الشعبية في بداية 2011 ولغاية اليوم إلى إطالة أمد الصراع والعمل على زعزعة استقرار المنطقة تلبية لرغبات إيران التوسعية في دول الشرق الأوسط وتهديد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بما فيها دول الخليج العربي أبرز الحلفاء التقليديين لواشنطن.
فقد ورد في استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة لمكافحة الإرهاب إلى سعي الولايات المتحدة إلى انتهاج سياسة جديدة تقضي بتحمل حلفاء الإدارة الأميركية مزيداً من الكلفة المالية لمكافحة التنظيمات الإرهابية على اعتبار أن تهديد الإرهاب لن يتم القضاء عليه نهائياً.
وأوضحت مسودة القرار المكون من 11 صفحة بأن الولايات المتحدة ينبغي أن تتجنب الالتزامات العسكرية المكلفة المفتوحة، جاء فيها نحتاج إلى تكثيف العمليات ضد الجماعات الجهادية العالمية وفي نفس الوقت خفض تكاليف الدماء والثروة الأميركية في سعينا لتحقيق اهدافنا لمكافحة الإرهاب إلى جانب تجنب التدخلات العسكرية الأميركية المكلفة الواسعة النطاق لتحقيق أهداف مكافحة الإرهاب سيتم خلالها لتوسيع مشاركة الحلفاء لقاسم مسؤولية التصدي للجماعات الإرهابية.
غير أن اللافت في الأمر أن القرار الأمريكي بشأن الاستراتيجية الجديدة اخذت بعين الاعتبار التهديدات الحقيقية لتنظيمات أخرى غير تنظيم الدولة وفي مقدمتها تهديدات حزب الله اللبناني الذراع العسكري لإيران في المنطقة والدور الذي يقوم به في تهديد استقرار دول المنطقة وجماعات أخرى مثل شبكة حقاني بعدما سمح الموقف المتردد لإدارة أوباما من وضع حد لتدخلات حزب الله إلى استمرار الأزمة السورية إلى هذا الوقت، وهو ما اعتبرته أدارة ترامب اخفاق تاريخي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مشدداً على اتخاذ إدارته سلوكاً مغاير يقلص دور طهران وميليشياتها في المنطقة.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض مايكل أنطون “في إطار نهجها الشامل تلقي الإدارة نظرة جديدة على استراتيجية الأمن القومي الأمريكية برمتها بما في ذلك مهمة مكافحة الإرهاب التي تحظى بأهمية خاصة نظراً لعدم صدور مثل هذه الاستراتيجية منذ 2011.
المركز الصحفي السوري