هامبورج (ألمانيا) (رويترز) – قال لاجئون عرب شاهدوا أعمال شغب مناهضة لقمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية من موقع آمن نسبيا عند متجر صغير لبيع الفلافل يوم السبت إن مثيري الشغب “مجانين” لأنهم يدمرون مدينتهم التي تتبنى التسامح وأبدوا دهشة مما وصفوه بضبط النفس من جانب الشرطة في مواجهتهم.
وقال إبراهيم علي (29 عاما) وهو مصري جاء إلى المدينة في 2011 “إذا فعل الناس ذلك في مصر سيطلق عليهم الرصاص… الدولة هنا توفر كل شيء: إسكان وإعانة بطالة وتعليم. وبعد كل ذلك هؤلاء الناس ليسوا راضين. لا أفهم ذلك”.
وكان علي ولاجئان آخران، سوري ومصري، يقدمون الجعة والفلافل والحمص وسلطة التبولة وأطعمة أخرى من الشرق الأوسط للمحتجين الذين بدأوا يغادرون منطقة شتيرنشانزه فيما بدأت وحدات خاصة من الشرطة تتدخل ضد مثيري الشغب.
وقال محمد الحلبي (32 عاما) وهو سوري وصل إلى ألمانيا كلاجئ قبل نحو 18 شهرا “إنهم مجانين. لا أصدق عيناي… لديهم مثل هذا البلد الجميل ويدمرونه”.
وقال الحلبي الذي لم يمتلك زمام اللغة الألمانية بعد إنه يتابع أعمال القمة ليرى فقط إن كان القادة العالميون فيها سيخرجون بحل لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
وقال إن توقعاته لم تكن كبيرة وبالتالي لم يصب بالإحباط عندما قرأ على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة أن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين اتفقا على وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا.
وقال الحلبي “إنها مزحة. ليسوا جادين… إنهم مهتمون فحسب بالحفاظ على مصالحهم الخاصة في سوريا والشرق الأوسط”.
* “لست خائفا”
وفي الوقت الذي توقف فيه الحلبي عن تقديم الفلافل للزبائن ركض نحو الميدان حيث أضرم مثيرو الشغب النيران في حواجز للطرق والتقط صورا للشرطة وهي تطلق مدافع المياه.
وقال وهو يتبادل الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أفراد أسرته الذين يعيشون في تركيا “هذا لا شيء. لست خائفا… عندما تسقط قنابل على حيك .. هذا الذي يمكن أن تعتبره مخيفا”.
وبعد ساعات من انتزاع الشرطة السيطرة مجددا على ميدان شتيرنشانزه وهو موقع تجمع تقليدي لاحتجاجات اليسار بدأ السكان وأصحاب المتاجر في الخروج لتفقد حجم الخسائر.
وساعد بعضهم عمال البلدية الذين بدأوا في تنظيف الشوارع وإزالة شظايا الزجاج والحجارة التي كان متظاهرون يرشقون بها الشرطة.
وقال جميعهم إن قرار المستشارة الألمانية بعقد القمة في مدينتهم الساحلية أغضبهم لأنهم خشوا من لجوء أفراد من حركة بلاك بلوك المتطرفة المناهضة للرأسمالية للعنف.
ودافعت ميركل يوم السبت عن قرارها عقد القمة في مسقط رأسها وأشادت بالعمليات الأمنية التي نفذتها الشرطة وقالت إن السكان سيتلقون تعويضات.
وعلى خلاف سكان هامبورج من المواطنين الألمان قال الحلبي إنه لا يستطيع أن يشعر بالغضب من ميركل.
وقال “لولاها لم أكن سأتمكن من التواجد هنا” في إشارة إلى قرارها الترحيب باللاجئين.
المصدر : رويترز