بدأت السعودية التي تقود التحالف العربي لمساندة الشرعية باليمن، اليوم الجمعة، تحركات لاحتواء الأزمة السياسية المتعلقة بتشكيل شخصيات جنوبية لـ”مجلس انتقالي” لإدارة المحافظات الجنوبية، بحسب مصدر حكومي يمني.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السعودية، حول ما ذكره المصدر.
يأتي ذلك بعد ساعات من دعوة أطلقها رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، لدول التحالف العربي لـ”الخروج عن صمتها تجاه ما يحدث في المناطق المحررة، وخصوصا مظاهر الأزمة في عدن”، لافتا إلى أنه “باستطاعة التحالف السيطرة عليها”.
وقال المصدر للأناضول، إن السعودية “استدعت” محافظ عدن المقال عيدروس الزُبيدي، الذي أعلن أمس تشكيل مجلس انتقالي يتكون من 26 شخصية برئاسته، كما استدعت وزير الدولة المقال هاني بن بريك، الذي يتولى منصب نائب رئيس المجلس.
ووفقا للمصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، فقد وصل الزبيدي وبن بريك وعدد من قيادات الحراك الجنوبي في المجلس إلى العاصمة الرياض، مساء اليوم، على متن طائرة سعودية قادمة من عدن.
وكشف المصدر، عن رفض محافظ لحج وعضو المجلس ناصر الخبجي، الذهاب إلى الرياض، فيما وافق عدد من أعضاء المجلس الانتقالي، لم يذكر المصدر بقيتهم.
وبدأت تلك الأزمة داخل صفوف القوى المساندة للحكومة الشرعية، منذ أسبوعين، عقب إقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للزبيدي، وبن بريك، والمقربان – بحسب مراقبين – من الإمارات.
وكان مقرر أن تتم الزيارة إلى الرياض، وفق المصدر، قبل أيام، وذلك عقب الخروج الجماهيري الذي شهدته محافظ عدن، الخميس قبل الماضي، احتجاجا على إقالة الزُبيدي وبن بريك، وتلويحهما بتشكيل مجلس حكم انتقالي يقوم بتمثيل جنوب اليمن داخليا وخارجيا.
وحسب المصدر، فان زيارة الشخصيات الجنوبية، يعد أحد بنود الاتفاق داخل اللجنة الثلاثية المشكلة من اليمن والسعودية والإمارات لاحتواء الأزمة، والتي جاءت ثمرة للقاء جمع العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، بالرئيس هادي في مدينة جدة، الأسبوع الماضي.
وعقدت تلك اللجنة، وفق المصدر، أول اجتماعاتها في مدينة جدة الأسبوع الماضي، ويترأسها نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، ولم يعرف بعد ممثلا السعودية والإمارات بها.
يأتي ذلك، فيما قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، في منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” اليوم الجمعة: “أدعو رئيس الجمهورية (هادي) أن يطلب من الإمارات مغادرة اليمن والاستغناء عن خدماتها”.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الإماراتية حول ما جاء بالمنشور.
وفي وقت سابق اليوم، دعا بن دغر، دول التحالف العربي، للتدخل لحل الأزمة، وقال إن “بعض مظاهر الأزمة في عدن يستطيع التحالف السيطرة عليها، وعدن وأزمتها اليوم إمّا أن تكون بداية لمعالجة المشكلات،
أو بداية لهزيمة سوف تكبر مع الأيام وتكبر معها الروافد التي ضاعفت من عمق أزمة الأمة العربية كله”.
جاء ذلك في مقال لـ”بن دغر” حمل عنوان “قبل فوات الأوان”، ونقلت فحواه قناة اليمن الأولى الرسمية التابعة للحكومة الشرعية، مساء اليوم، محذراً فيه من “سقوط الجمهورية في المحافظات الشمالية وهذا يحدث الآن، وسقوط الدولة بالمحافظات الجنوبية”.
يشار إلى أنه من بين الشخصيات الذين يضمها “المجلس الانتقالي الجنوبي”، 4 محافظين من المحافظات الجنوبية، وهم محافظ حضرموت أحمد بن بريك، ومحافظ شبوة أحمد حامد لملمس، ومحافظ الضالع فضل الجعدي، ومحافظ لحج ناصر الخبجي،
فيما غاب محافظ محافظة أبين، التي ينحدر منها الرئيس هادي.
كما ضم المجلس الذي أعلنت الرئاسة اليمنية في بيان أمس رفضها القاطع له، وزيرين جنوبيين في الحكومة الشرعية، هما وزير النقل مراد الحالمي، ووزير الاتصالات لطفي باشريف.
المصدر:وكالة الأناضول