صحف
قال رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية “علي أبو دهن” إن سجن صيدنايا بريف دمشق يشهد “عمليات إبادة جماعية لمعتقلين من بينهم لبنانيون، بعد أن تغيّر النظام داخله من سيئ الى أسوأ، بحيث أن أكثر من 15 معتقلاً يموتون يومياً نتيجة المعاملة غير الإنسانية والتعذيب والتجويع وعدم تأمين الأدوية اللازمة”.
ويشير أبو دهن إلى أن سجن صيدنايا يُعتبر أحد أكبر السجون التابعة للنظام في سورية، ويحوي ما يقارب الـ15 ألف معتقل، وتمارس فيه “عمليات التعذيب الجسدي من خلال الضرب بمختلف الأدوات الصلبة والمرنة، والتعليق الذي يُعرف باسم الشبح، والصعق بالكهرباء، والحرق بالزيت المغلي أو السجائر، بحيث لا يستطيع أحد تحمّل ذلك”.
ونوه إلى أن إجراءات اتُخذت بحقهم بعد تغيّر إدارة السجن تميّزت بالمعاملة السيئة جداً، “إذ يتعّرض المعتقلون لعمليات تعذيب وحشية، كما تصدر بحقهم أحكام قاسية وصلت إلى سجنهم لمدة 15 عاماً، فيما يشبه المحاكمات الصورية، وهنالك أيضاً المئات من المعتقلين غير المحكومين”.
وأضاف:” كانت قيادة الاستخبارات العامة التابعة للنظام السوري، المعروفة باسم الفرع 251 أو الفرع الداخلي، قد تسلّمت الإشراف على هذا السجن بعد مقتل قائد الشرطة العسكرية التابعة لقوات النظام اللواء طلعت محفوض، الذي كان يشغل منصب مدير سجن صيدنايا العسكري، إثر كمين لقوات المعارضة السورية في ريف دمشق في شهر أيار الماضي”، كاشفاً بحسب شهود عيان بأن أوضاع المعتقلين قد تردّت خلال استلام هؤلاء الإشراف على السجن بشكل كبير.
وقال “أبو دهن”: لقد “ناشدنا الحكومة اللبنانية مراراً وتكراراً وكذلك المجتمع الدولي التحرك لمتابعة القضية من خلال الطلب من السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي تزويدهم بالمعلومات اللازمة، لمتابعة القضية والوصول إلى تحرير من بقي منهم على قيد الحياة”.
وتابع “هناك محاولة للقضاء على قضية المعتقلين والتعتيم عليها ودفنها لأننا كمحررين لم نلق صدى لمطالبنا بالحصول على تعويضات هي حق لنا في القانون، فكيف سنجد من يصغي إلينا ليخرجنا من عتمة السجون ويفك أسرنا لنحرّر عقولنا وأنفسنا قبل أن تحرّر أرواحنا؟”.
وأشار “أبو دهن” إلى أن هناك مجموعة قضايا ظهرت أخيراً سبّبت بلبلة لدى الرأي العام اللبناني، في وقت تستحوذ قضية العسكريين الأسرى (لدى جبهة النصرة وما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية منذ أغسطس/ آب الماضي) اهتمام الجميع، ولكن ثمة عسكريين أيضاً اعتقلوا إبان الحرب اللبنانية ولا يزالون في سجون النظام السوري ولا من يسأل عنهم”.
يذكر أن سجن صيدنايا العسكري يعد من أكبر السجون السورية، وأنهت حكومة النظام بناءه في عام 1987، وهو يقع قرب دير صيدنايا التاريخي الواقع شمالي العاصمة السورية دمشق. ويتكون مبنى هذا السجن من ثلاثة طوابق وثلاثة أجنحة تلتقي في المركز على شكل ماركة المرسيدس.
ويحوي السجن مجموعة كبيرة من السجناء العرب والسوريين، حيث ذكرت منظمات حقوقية أن فيه ثماني جنسيات عربية، منهم المتطوعون العرب للعراق، والتنظيمات الجهادية والسلفية، ومعتقلو الأحزاب الكردية على اختلافها، والتجمعات الإسلامية الصغيرة غير المعروفة. ويضم معتقلي “الإخوان المسلمين”، ومعتقلي “حزب التحرير الإسلامي”، و”حركة التوحيد الطرابلسية، والهاربين من نهر البارد”، ومعتقلين لبنانيين من عدة أطراف غير موالية لسورية، وفلسطينيين وسعوديين.
ومازال النظام ينكر وجود أي سجين لبناني في صيدنايا فيما أكد عبد الكريم ريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، في وقت سابق أن عشرات المعتقلين اللبنانيين موجودون في السجون السورية.