صحيفة النهار اللبنانية
جهاد الزين
نشرت الصحيفة مقالة تتحدث عن إحدى سمات السجال المرافق للصراع في سوريا وعلى سوريا التي لا تزال تثير الدهشة – بكل بساطة – هي غياب أي تناول أو بحث جدي في المسألة الطائفية سوى بعض الأدبيات العامة الغامضة بالنسبة للمتابعين بشكلٍ عام وحتما أكثر غموضاً بالنسبة لأطراف الصراع، ورأى الزين أن هناك ثلاثة مستويات رئيسية للأزمة السورية لا نعرف اليوم كيف ستتفاعل سلما عندما تنضج مرحلة الحلول بعد عشر أو عشرين عاما؟، وهي بحسب الكاتب: المستوى الداخلي وأهم عناصره موقع العلويين ومناطقهم ودورهم في الصيغة السورية الجديدة، مضافاً إليهم المسألة الكردية ولكنها بالنتيجة مسألة طَرَفية إذا كان لهذا الكيان السوري أن يستعيد نفسه، في العلاقات الدولية، ذات يوم، أما المستوى الثاني فهو الإقليمي ولا سيما مواقع ومآلات نفوذ إيران والسعودية وتركيا إذا بقيت هذه القوى الكبيرة على ما هي عليه حتى “نهاية” الأزمة السورية، حيث يقول الكاتب إن علويّو سوريا دخلو نهائيا في “الشيعية السياسية” التي تقودها بصيغتها المعاصرة إيران الخمينية الأصولية، وهذه حقيقة من حقائق التبلور الصراعي في المنطقة مقابل التجاذب السعودي التركي على الاستقطاب السني، منوها إلى أنه إذا كان حجم الانتشار السني الديموغرافي في العالم والمنطقة يفتح على تحولات صراعية داخل “العالم السني” لم تتبلور بعد، فإن سوريا باتت في أساس مستقبل هذا التبلور بمعانيه البنّاءة، أي الانفراجية، أو الهدّامة الداعشية، ووفقا للكاتب فإن المستوى الثالث هو الدولي، حيث بات أساسيا جدا في ظل التمسّك الروسي الاستراتيجي بـالموقع السوري المتوسطي، وهو مستقبل التوازن داخل سوريا بين الروس والأميركيّين واستطراداً الأوروبيّين، وختم الكاتب مقاله متسائلا: أي صيغة إذن لسوريا الطوائف؟ وما موقع العلويين الجديد فيها؟