“عادةً أشتري مستلزماتي من المعروض في مجموعات فيس بوك، فهي بجودة جيدة، وبسعر أرخص من السوق”. هكذا بدأت ضحى، وهي خريجة إعلام تسكن في دمشق، حديثها عن تجربتها بالشراء عبر الإنترنت، من أسواق في مواقع التواصل الاجتماعي لا تملك عنوانًا.
وعن طريقة الشراء توضح ضحى (23 عامًا) أن صديقتها أضافتها إلى مجموعة تعرض “مديرتها” بضائع للبيع بالصور مع تفاصيل السعر والمقاسات واللون ومكان التسليم، مرفقةً المنشور برقم للحجز والتوصية.
تواصلت ضحى مع مديرة المجموعة، وحجزت حذاء، لتتسلمه في وقت يتفق عليه بين الجانبين، توصل فيه البائعة الطلبات لأقرب مكان إلى الزبون.
وعن فارق السعر، أوضحت أنّها وجدت الحذاء الشتوي في إحدى محلات الجسر الأبيض، بسعر 8500 ليرة، لكنها حصلت عليه عن طريق المجموعة بـ 5500.
تسوق مختلفٌ عن مفهومه العام
تنتشر ظاهرة التسوق عبر الإنترنت، خاصةً في مجموعات “فيس بوك”، بكثرة في دمشق، بشكل مختلف عن مفهوم التسوق عبر الإنترنت الشائع، الذي أصبح رائجًا في العالم، بسبب سهولة الوصول للشبكة وإلى المواد المطلوب شراؤها، وانخفاض الأسعار إضافة إلى الحرية في الاختيار.
أفضل المواقع العالمية للتسوق ينتشر التسوّق عبر الإنترنت للمواقع المتخصصة بذلك في دول العالم، لكن هذا النوع من التسوق غير رائج في سوريا. ومن أبرز الأسواق العالمية على الإنترنت موقع “أمازون“، وسوق و“إي باي” لبيع الأجهزة الذكية والكاميرات، إضافة إلى “نمشي” المتخصص ببيع الأزياء والإكسسوارات، وأيضًا “شوبينغ” الذي يقدم خصومات وعروضًا كبيرة. |
بدأ التسويق في الشبكة العالمية للإنترنت بموقع “أمازون” لبيع الكتب، والذي تطور فيما بعد لتسويق البضائع الأخرى، ثم انتشر لكل القطاعات وفي كل دول العالم.
وعن طريقة تسديد الأسعار، يكتب اسم وعنوان ورقم بطاقة الائتمان المستخدم في نموذج موقع التسوق، وتكون هذه العملية بطريقة سرية والبيانات آمنة ومحمية.
متنفّس على صفحات زرقاء
تنتشر الظاهرة في دمشق خاصةً، نظرًا لأنها من أقل المدن تضررًا خلال الثورة السورية، والتي لم ينقطع عنها الإنترنت إلا لأوقات قصيرة، وماتزال الحياة مستمرة في أحيائها البارزة.
لا يملك مواطنو دمشق كلّ مقومات الحياة الطبيعية، لكنهم يجدون في التسوقّ عبر الإنترنت طريقةً للخروج من الروتين المتواصل وصعوبة التنقل إلى الأسواق بسبب الازدحام وانتشار الحواجز.
غفران، جامعية متزوجة، تدير مجموعةً للتسوق بنفسها، وتقول عن تجربتها لعنب بلدي إنها نظرًا لصعوبة فتح المحلات التجارية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، لجأت للبيع عبر مجموعات “فيس بوك”.
وعن المشاكل التي تواجه التجار “الفيسبوكيين”، قالت غفران “هو عدم التزام الزبائن بحجوزاتهم أو مواعيد التسليم”.
وكتبت غفران سياسة عملها في منشور مثبت أعلى المجموعة، ذكرت فيه أن بضاعتها موجودة في بيتها، بضاحية قدسيا، وتسلّم بأماكن الحركة داخل دمشق، وأن التبديل بنفس اليوم وفي حال إعادة القطعة يجب أن يكون هناك اتفاق مسبق بينها وبين الزبون.
غفران تحرص على تصوير بضاعتها كما الواقع، حتى لا تقع في مشاكل مع الزبائن.
وغدت هذه الطريقة سبيلًا للعيش عند بعض السيدات، اللاتي ينتجن أعمالًا يدوية في منازلهن، ثمّ يعرضنها في المجموعات.
ماذا تقول الدمشقيات؟
فضّلت نساء في دمشق فكرة التسوّق عبر مجموعات “فيس بوك”، وفق استطلاع أوردته عنب بلدي في مجموعتين سريّتين، “يلنجياتي” و”لاكشري”، واللتين تضمان آلاف السيدات.
وتباينت آراء السيدات عن تجربتهن، فنصحت أمان، متطوعة في جمعية حماية الطفل، كل سيدة أرادت الحجز أن تستفسر عن تفاصيل البضاعة، مثلًا ما نوع القماش، ما سمكه، ما قياس طوله…
واعتبرت أمان أن “هذه التفاصيل تعطي صورة كاملة عن القطعة، ما يعطي المشتري الرضا التام عنها وقت التسليم”.
إلا أن سمر كان لها تجربة مختلفة، فقد اشترت معطف فراء لابنتها، لكن القطعة كانت مختلفة عما هي بالصور تمامًا، بل قماشها خفيف ولا تشبه الصورة.
ونصحت سمر الفتيات بالابتعاد عن هذه العملية، والاكتفاء بمعاينة القطعة في المحلات التجارية على أرض الواقع، وشراء ما تراه أعينهنّ ويرضي قناعتهنّ.
وفرّقت نور، المقيمة حاليًا في السويد، بين البضاعة المحليّة التي كانت تصلها بحالة ممتازة، وبين البضاعة “الأجنبية” التي تأتي بالشحن من خارج سوريا بعد التوصية، فهي غالبًا لا تشبه الصور ولا الجودة.
وذكرت فرح (مترجمة) أن بعض البائعات لطيفات للغاية وأمينات، إلا أنه يوجد العكس، فقد اعتذرت مرة من البائعة عن الموعد، لتؤجله بسبب ظرف طارئ، لكنها قوبلت بشكل فظّ وغير مهذب.
عنب بلدي