المركز الصحفي السوري – زهرة محمد
معادلة غير مفهومة، في زمن تجوبه التساؤلات والتناقضات، شباب ينسلخ عن وجوده ومجتمعه ليطبق شعائر غير معهودة في ديننا بأشياء لا تنتمي لنا ولا عرفناها قبل الآن، موجات من التقليعات والمعتقدات التي باتت طقوسها تهدد كل بيت وكل فرد في العالم ككل وفي الوطن العربي بشكل خاص، وتبقى الأسرة في امان حتى تتكشف حالة من الذعر يعيشها من يعرف بانه يربي كائنا غريبا لا يعرفه ووحش يتمرد على كل دين وعرف ومعتقد.
شبابنا العربي الذي بات محاصرا بأساليب تسحر لبه وتدخل إلى تلافيف عقله لتلعب على اوتار رغبته وعواطفه، وشبكة متاحة للجميع تجعل رفاق السوء يدخلون البيوت من شبكاتها. !!
فلا داعي لان يصحب ابنك او ابنتك اي أحد في الخارج فقد بات البديل والمتنفس أقرب إليه منا. وتبدأ هنا المعادلة التي نتكلم عنها. عشرات بل مئات المواقع التي باتت تهدد امن استقرارنا وهدوء أسرتّنا، فمنها ما يدعوك للتفلت من العقاب والحصار وعيش حياتك بطريقتك دون ان يأتي رقيبا يحاسبك، وينسلخ الشباب شيئا فشيئا عن دينه، الذي يكلله التحجر والبدائية.
الإلحاد ..موضة العصر وطريقة عصرية، الإلحاد السلاح الأكثر فتكا بمبادئنا ومعتقداتنا جميعا، ويبدأ الشاب بالتشتت بين غرائزه ورغباته وبين عائق يراه يمنعه عنها باسم الدين، الدين الذي يراه طوقا يربطه ولا يستطيع الحراك بحرية حسب رايه، فيبدأ بالتحليلات الفارغة والاسئلة التي يعجز أهله عنها، ويقع في الفخ، الذي يحرره من كل المظاهر البالية، الإلحاد والذي عرفه العلماء بعدة تعريفات، وكلها تدعو وتؤمن بعدم وجود إله، الإله الذي ينبذه الملحدون ويرتعدون عندما تذكره به فينكرون وجوده وعقابه وكل شيء منه، ويتوقف تفكيرهم المحدود ، بالعلم والكون الذي خلق نفسه بنفسه.
من هنا تبدأ التداعيات وتقع العائلة في رعب وخزي، وتبدأ المفارقات والتبعات لتصرفات الابن وعدم استطاعة الأهل على كبح جموح الابن ويكتشف الآباء ضياع حلمهم فيه للأبد.
وإن كنت ايها العربي تعتقدان هذه الخطر الوحيد المحدق بابنك فانت واهم فهناك مرض اخر وأعنف وبات وصمة عار للإسلام على وجه الخصوص والإسلام منه براء.
التطرف هذا الوهم باسم ديننا الحنيف خاصة وبالأديان الأخرى أيضا التطرف الذي أصبح جدارا كبيرا نقبه صعب وإزالته من عقول الكثيرين خاصة بعد ما يروه من ظلم واجحاف، في الآونة الأخيرة والحروب الطاحنة التي يعيشها الوطن العربي، والذي بات افراده وخاصة المسلمون منه يعيشوه.
هذا ما بات يدعو الشباب المسلم إلى الاتجاه للسلوك المظلم بلا هدى والمشي وراء من يعزف لحن الإسلام على طريقته الدموية، فيلجأ إلى التطرف والتشدد ويصبح كل من يخالفه الرأي والمسار عدوا يعدد مصيره، ويلحق بقافلة أسلمته دون هدى. فيصبح شعاره الوحيد الدم لكل مخالف ولو كان صغيرا وشيخا وامرأة.
شبابنا العربي الذي يحاصره سجنان متضادان، ووجهان لعملة واحدة، ما الحل وما الباب للخلاص ليدخل النور إلى قلوب شبابنا، وعقولهم، ما هي اسباب لجوء هؤلاء لأنماط في التفكير لا يمت لنا بصلة.
إن هذين المرضين ليسا وليدين ليوم وليلة، اين يبدا دور الأهل واين ينتهي، اين يبدأ دور علماء الدين أين ينتهي،
لماذا لا يكون هناك حملات توعية تقوم بدورها للبحث في الأسباب والنتائج. حتى ينزل هذا الشبح المتربص بنا وبأولادنا اين ما ذهبنا.
وخلاصة القول إن كل شيء يبدا من الضمير والخلق فكل نتيجة لما نعمل هو نتيجة لما نفكر وما تربينا وما يحضرني إلا ان أذكر بيت الشعر …الذي …يحكي القصة بأكملها.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا