تمتزج أغنية أم كلثوم الصادرة من “جرامافون” وهي آلة موسيقية قديمة مع أصوات القصف والطيران في منطقة الشعار المحررة التي يقطن بها “أبو عمر” ابن 69عاماً منذ بداية الثورة السورية، يتحدث وهو يمسك “غليونه القديم” عما يملك من سيارات كلاسيكية قديمة، فهي أغلى ما يملك بعد أن هاجر جميع أبنائه إلى أوروبا.
“الحمد الله بكرا تخلص الحرب و بتتصلح …بعين الله ” دائما يرددها “أبو عمر” ، حيث يمتلك24 سيارة كلاسيكية من الطراز القديم، إلا أنه فقد خلال السنوات الخمسة الماضية 6 سيارات نتيجة قصف الطيران المتكرر على منطقة الشعار التي تحررت منتصف عام 2012م، يقوم في كل صباح “أبو عمر” بجمع الزجاج المتكسر من سياراته ويضعه في علبة عله يستطيع إصلاح سياراته المتضررة يوماً من الأيام .
عمل ” أبو عمر” على جمع السيارات الكلاسيكية طوال حياته فكانت أول سيارة اقتناها “بلاي بونت” التي أنتجت عام 1947م، كما يحب “أبو عمر” كل ما هو قديم ويحاول اقتناءه، إذ تعتبر مدينة حلب من أشهر المدن على مستوى العالم بالتحف القديمة” الأنتيكات”، ففي السنوات القليلة الماضية عرض على “أبو عمر ” الكثير من العروض لشراء السيارات ونقلها إلى تركيا لتباع في الأسواق العالمية،
إلا أنه أصر على الاحتفاظ بها في مدينة حلب، وانتظار الحرب حتى تنتهي ليسلمها إلى أولاده. تعتبر محافظة حلب ثاني المحافظات السورية من حيث التعداد السكاني، إلا أن القصف المستمر وسيطرة الثوار على أكثر من نصفها، جعل منها هدفا دائماً لقوات النظام، بالإضافة للطيران الروسي، هاجر الكثير من صناعيي حلب ومفكريها وكثير من رؤوس الأموال لتركيا، إلا أن نسبة لا بأس بها منهم مازالوا مصرين على التمسك بالعيش فيها رغم كل الصعاب والحصار ونقص كثير من متطلبات الحياة، فمدينة حلب كما صنفتها مواقع أجنبية بأنها أخطر مدينة بالعالم لعام 2015م .
” أبو عمر ” يختم حديثه بالقول: “إنه مهما حصل ويحصل في مدينة حلب ستبقى الأغلى على قلبي، فهي مدينة الطفولة والصبا، ولا أريد أكثر من أن أدفن في أرضها، مع أملي بأن تعود حلب كما كانت قوية منافسة بصناعاتها الحرفية لكثير من الصناعات العالمية”.
أماني العلي المركز الصحفي السوري