ـCNN عبر البر أو البحر … رحلة محفوفة بالمخاطر … ولكن ذلك يبدو خياراً أفضل من البقاء في المنزل.
وقد نزح أكثر من أربعة ملايين سوري عن بلادهم بسبب الحرب الى دول مثل تركيا ولبنان والأردن، وحتى أوروبا.
ولكن بشار بحرة اختار القدوم الى الإمارات، فهو لم يغادر بسبب العنف، ولم يشهد الكثير منه في دمشق، حيث كان يعيش، لكنه يقول، إن دبي تتيح فرصا أكثر للشاب البالغ من العمر 27 عاما والحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال.
(بشار بحرة، مغترب سوري في دبي) ” خياراتنا محدودة للغاية، فالقليل من البلدان ترحب بنا لذلك لا يمكنك الحصول على تأشيرة لأي مكان تريده.”
لكن بحرة يبدو واحداً من القلة المحظوظين، فهو ليس لاجئاً فعلياً، إذ لا يوجد في منطقة الخليج لاجئين سوريين وفقاً لمجموعات حقوق الانسان.
حيث لم توقع أي من دول الخليج على ميثاق الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951.
والسوريون يمكنهم القدوم الى هنا ولكنهم يحتاجون أولا لتأشيرات زيارة أو أخرى للعمل، وهو الأمر الذي تسبب في الكثير من الانتقادات التي تحدثت عن إغلاق دول الخليج أبوابها خلال أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية
(جون ينسن، مراسل) ” سألنا الحكومة هنا، مرارا وتكرارا، عن تلك الانتقادات، حيث دافعواعن سياساتهم مشيرين إلى حقيقة أن مائة ألف سوري قدموا هنا منذ 2011 ، وقالوا أيضا، لا يمكن تجاهل المساعدات المالية السخية التي قدمتها دولة الإمارات ”
ودول الخليج هي من بين أكبر الدول المانحة للاجئين السوريين، حيث قدمت ملايين الدولارات منذ عام 2011، إضافة للمساعدات الطبية والغذائية.
فالكثير منها يخرج من هنا، من أكبر المخازن الامدادات التابعة للامم المتحدة في العالم والتي تحوي المواد الاغاثية المخصصة للاجئين وهي غير بعيدة عن إمارة دبي.
(محمد أبو عساكر، المتحدث باسم المفوضية) ” لقد قدمت دول مجلس التعاون الخليجي 1.2 مليار دولار من أجل الأزمة السورية منذ عام 2011. وهذا تبرع سخي “.
مراقبون محليون هنا يقولون إن تلك الأموال كانت ضرورية … وأن انتقاد دول الخليج غير عادل.
(عبد الخالق عبد الله، رئيس مجلس إدارة المجلس العربي للعلوم الاجتماعية) “دون المساعدة التي منحتها دول الخليج العربية للسوريين وللاجئين السوريين في لبنان، لكان الأمر انتهى بأوروبا وأمريكا وبقية العالم مع كوارث أكبر من ذلك الوضع الذي نواجهه بكثير “.
الكثيرون هنا يقولون إن العالم كله يمكنه أن يقوم بما هو أكثر.
فبحرة يقوم في وقت فراغه بتدريب غيره من السوريين الذين قدموا الى هنا من أجل تعليمهم كيفية البحث عن وظائف أفضل حتى يتمكنوا هم أيضا من الاقامة في المدينة التي يشعر فيها الآن بحرة بالترحيب.