نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا للصحافيين جوش داوسي وإليانا جونسون وناهال توسي ودانيال ليبمان، يقولون فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استمر في توجيه الإهانات للمدعي العام، ما ترك المستشارين محتارين عما إذا كانت هناك تغييرات مزمعة لبعض كبار المسؤولين في الإدارة بعد التغييرات في وزارة الإعلام.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن ترامب استمر في توجيه الإهانات لجيف سيشنز من خلال تغريدة صباحية، وصف فيها المدعي العام بأنه “محاصر”، وقال المستشارون بأن ترامب يفكر في تغييره، لافتا إلى أنه لوحظ غياب سيشنز، الذي يحمل مرتبة “نسر”، وهي أعلى مرتبة في حركة الكشافة الأمريكية، عن احتفال الكشافة في ويست فيرجينيا، عندما خطب ترامب في الحفل، وكان بجانبه كشافة آخرون في إدارته.
ويذكر الكنّاب أن المسؤولين عن الأمن القومي في البيت الأبيض يتوقعون أن التغييرات قد تطال وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي إتش آر ماكماستر، ومسؤول موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس.
وتكشف المجلة عن أن الرئيس منزعج من امتناع سيشنز من التحقيق في النشاط الروسي خلال انتخابات 2016، حيث بدأ ترامب بالتنفيس عن هذه المشاعر علنا، مستدركة بأن استبدال سيشنز لن يكون سهلا، وبعض البدائل المحتملة قد تكون رودي جيولياني أو كريس كريستي، اللذين كانا مهتمين بالمنصب سابقا، إلا أن المقربين منهما يقولون إنهما قلقان من العمل مع هذه الإدارة، كما أنه يجب مصادقة مجلس الشيوخ على أي خيار جديد.
وينقل التقرير عن أحد المستشارين، قوله إن ترامب سينظر إلى فصل سيشنز من وظيفته للحصول على سيطرة أكبر على المستشار الخاص بوب ميولر، “الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية”، الذي قرر (ترامب) أنه لن يستطيع أن يطرده على الأقل في الوقت الحالي.
ويلفت الكتّاب إلى أن سيشنز كان في زيارة للجناح الغربي في البيت الأبيض يوم الاثنين، لكنه لم يقابل ترامب، بحسب متحدث باسم البيت الأبيض، وقال مدير الاتصالات الجديد أنتوني سكاراموتشي لـ”بوليتيكو” إن الرئيس لا يزال غاضبا، وكان سيشنز أول مؤيد لترامب في الكونغرس، إلا أن هناك حاجة لأن يتحدث الرجلان معا، وأضاف سكاراموتشي: “بقي الرئيس يشعر بخيبة الأمل؛ بسبب الطريقة التي عالج فيها المدعي العام بعض القضايا”.
وتفيد المجلة بأن سكاراموتشي، الذي أدى ظهوره على المسرح إلى خروج السكرتير الصحافي شون سبايسر، قال إن مستقبل سيشنز يعتمد عليه وعلى الرئيس، وكان سيشنز قال إنه يريد البقاء في عمله، وأهمل ترامب سؤالا وجهه إليه صحافي بهذا الخصوص يوم الاثنين.
ويورد التقرير نقلا عن لويس صنشاين، وهي سيدة أعمال عملت مع ترامب، قولها إن ترامب قليلا ما يطرد الموظفين، لكنه يفضل أن يجعل عملهم مزعجا، كما فعل مع سيشنز، وأضافت صنشاين: “عملت معه 16 عاما لم أره يطرد أحدا.. لكنه يجعل من الواضح جدا أنك أغضبته وستكون على قائمته، ولديه ذاكرة طويلة، وسيجعل حياتك تعيسة”، وتابعت قائلة: “ربما يكون الأسهل أن تصل الرسالة لسيشنز ويقدم استقالته”.
وينوه الكتّاب إلى أن الشكوك بسوء العلاقة بين ترامب ومستشار الأمن القومي ماكماستر أثارها مقال في “بلومبيرغ”، حول صداع ماكماستر في البيت الأبيض، وتقرير في مجلة “بوليتيكو”، حول عدم أخذ ترامب آراء ماكماستر بعين الاعتبار، بخصوص السياسة في أفغانستان.
وتقول المجلة إن مقربين من البيت الأبيض يتوقعون أنه في حال مغادرة ماكماستر فإنه سيتم استبداله بمدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، أو السفير السابق للأمم المتحدة جون بولتون، الذي كان مرشحا لتسلم وزارة الخارجية، وهو زائر دائم للبيت الأبيض، وشكل علاقة قوية مع الرئيس.
ويشير التقرير إلى أن عددا من المسؤولين في البيت الأبيض أنكروا أن ماكماستر في طريقه للخروج من الإدارة، مع أنهم اعترفوا بتوتر العلاقة بينه وبين الرئيس، ويقولون إن بعض كبار المستشارين في الجناح الغربي يحاولون التخلص منه من خلال تسريب معلومات ضارة وكاذبة، بحسب حلفاء ماكماستر، للإعلام.
ويذكر الكتّاب أن موظفي مجلس الأمن القومي أقاموا حفل ميلاد مفاجئا لماكماستر يوم الاثنين على حسابهم الخاص، وحضر الحفل كبار المستشارين، بينهم جاريد كوشنير ودينا باول وتوم بوسيرت، للاحتفال بالغناء وبتناول الكعك بالشوكولاتة بعيد ميلاد الجنرال الذي أصبح عمره 55 عاما يوم الاثنين.
وتنقل المجلة عن سكاراموتشي، قوله: “يريد الرئيس أن تتوقف التسريبات بشأن التخلص من ماكماستر”، مشيرة إلى أن المتحدث باسم ماكماستر رفض التعليق.
وبحسب التقرير، فإن مستقبل ماكماستر وكذلك تيلرسون كانا موضوعي الحديث بين المشاركين في منتدى “أسبين” للأمن في كولورادو الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن تيلرسون يتزايد إحباطه، حتى أنه فقد أعصابه في التعامل مع مستشاري البيت الأبيض، في الوقت الذي يتصارع فيه معهم بخصوص الموظفين والسياسات؛ ففي أزمة قطر مع جاراتها، دافع تيلرسون عن قطر، لكن ترامب عارض مكررا موقف وزير خارجيته.
ويورد الكتّاب نقلا عن مصدر مطلع على ما تحدث به تيلرسون مع أصدقائه، قوله إن تيلرسون يشعر بأنه “يُمنع من القيام بوظيفته”، وأنه يفكر في الفترة الزمنية التي يمكنه فيها أن يستمر، وكان يأمل أن يستمر سنة على الأقل، بحسب المصدر، لكنه الآن لم يعد يحبذ الفكرة، ويعتقد بعض أنصار تيلرسون أنه مثل ماكماستر موضوع حملة تهدف إلى التقليل من شأنه.
وتفيد المجلة بأن المستشارين في الجناج الغربي يتحدثون بصراحة عن نهاية مسؤول موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس، فبعد توظيف سكاراموتشي فإنه لا سيطرة لبريبوس على وزارة الإعلام، وهي “الأهم بالنسبة لترامب”، بحسب ما ذكر أحدهم، بالإضافة إلى تقلص دوره في القرارات السياسية.
وتختم “بوليتيكو” تقريرها بالإشارة إلى أن قول سكاراموتشي بأنه يريد علاقة إيجابية مع بريبوس، ويترك التعليق على وظيفته لتأتي من الرئيس نفسه، لافتة إلى أن بريبوس أخبر الآخرين بأنه يريد أن يتم عاما على الأقل قبل مغادرته.
عربي 21