للمرة الأولى سجلت الفليفلة الخضراء والحمراء في سوريا أسعارا خيالية في سوق الخضار، ففي مدينة إدلب وصل سعر الكيلو من الفليفلة الحمراء ل 1200 ليرة سورية أي حوالي 2دولار زنصف، في حين أن الخضراء وصل سعرها لحوالي 1000 ليرة للكيلو الواحد، لتسجل في مدينة دمشق حوالي 1600 ليرة للنوعين.
“ازرع دولار بتطلع فليفلة”، كالعادة لاقى ارتفاع سعرها موجة ساخرة من قبل الموطنين، كما أن كثيرا من السوريين استغنوا عنها، فمنهم اعتبرها من المنكهات فقط لبعض من الأكلات السورية، ليعلل فيصل تاجر خضار ارتفاع سعر الفليفلة بهذا الشكل الجنوني :” إن الحكومة قامت مؤخرا بتصدير كميات هائلة من الخضار لروسيا بعد أن قاطعت روسيا المنتجات التركية لتجد احتياجاتها في الأسواق السورية.”
تعتبر الأراضي السورية وخاصة في المناطق الشمالية من الأراضي الخصبة والزراعية، فإنتاجها كفيل بتغطية احتياجات المنطقة، كما أنها قادرة على التصدير لدول الجوار أيضا، يقول مهند مزارع من مدينة إدلب: “في مثل هذه الأيام تقل زراعة الفليفلة فهي تزرع في الصيف لتكثر في الخريف بشكل كبير فيصل سعر الكيلو الوحد لأقل من 25 ليرة سورية في موسمها، فيتم تخزينها في برادات خاصة لتخزين الخضار طول العام وتباع حسب حاجة السوق لها، وقبل التخزين ترش بمواد تحافظ عليها فهي من الخضار القابلة للتلف بسهولة إذا ما تم تخزينها بشكل جيد.”
قيمتها الغذائية العالية ليست السبب الوحيد لتناولها عند السوريين، فكثير من مناطق الشمال تتباهى بعشقها للفليفلة الحارة الحمراء، فالمناطق غربي لمدينة إدلب تشتهر بأكلات خاصة تكون معظم مكوناتها الفليفلة، مدينة سلقين و دركوش وحارم في ريف إدلب تستهلك بشكل كبير ويومي الفليفلة الحمراء كما تقوم العائلة الواحدة بتخزين مئان الكيلوات منها لتستهلكها طول العام.
ومن الأكلات المشهورة “الدقة الدركوشية”، والتي يتم دق الفليفلة الحمراء مع البرغل والبندورة وبعض التوابل وتؤكل إلى جانب ورق العنب، كما المحمرة على التنور الذي يباع كأرغفة يتناولها أهالي سلقين على الفطور، عبارة عن رغيف تنور من العجين الرقيق مد عليه طبقة من الفليفلة الحمراء.
فبعد موجه غلاء الكوسا لتتبعها الثوم والبصل وتأتي الآن الفليفلة، ليتم استغناء المواطن السوري عنها كما استغنى عن كثير من الأطعمة بسبب ارتفاع سعرها، ليكون المواطن هو الوحيد المغلوب على أمره في هذه الأزمة، دون البحث عن حلول لأبسط مشاكله.
أماني العلي …
المركز الصحفي السوري