قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه من غير الممكن آلا تكون الاستخبارات الأمريكية على علم مسبق بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تركيا منتصف تموز/ يوليو العام الماضي.
وجاءت تصريحات بوتين هذه في إحدى المقابلات التي أجراها معه المخرج الأمريكي المشهور، أوليفر ستون، في إطار فلمه الوثائقي عن الرئيس الروسي.
وأوضح بوتين أنّه إذا كانت منظمة غولن الارهابية هي الجهة الضالعة في محاولة الانقلاب الفاشلة، فإنه من غير الممكن ألّا تكون أجهزة الاستخبارات الأمريكية على علم بهذه المحاولة.
وفي هذا السياق قال بوتين: “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يقل لي أبدا بأن الولايات المتحدة الأمريكية لها علاقة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، لكنني أستطيع أن اقول بأنّ غولن إن كان متورطاً في هذه المحاولة، فإنه من الصعب القول بأن الاستخبارات الأمريكية لم تعلم بهذه المحاولة مسبقاً”.
وأشار الرئيس الروسي إلى وجود الجنود الأمريكيين في قاعدة إنجيرليك الجوية التركية، وأكّد أنّ التحقيقات الجارية حول محاولة الانقلاب الفاشلة تشير إلى استخدام القوات التركية المشاركة في الانقلاب، القاعدة المذكورة بشكل فعلي ليلة 15 تموز/ يوليو الماضي.
وحذر الرئيس الروسي من خطورة تواجد أسلحة أمريكية تحمل رؤوس نووية في قاعدة إنجيرليك التركية، قائلاً في هذا الخصوص: “هناك أسلحة أمريكية تحمل رؤوس نووية، وقد حصلت محاولة انقلاب فاشلة في هذا البلد، فماذا سيكون مصير تلك الأسلحة في حال لو حدثت مثل هذه الأحداث الدراماتيكية مرة أخرى”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وأسهم ذلك بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه لها، من أجل المثول أمام العدالة.
ترك برس