قالت وكالة “بلومبيرغ” إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضغط على رأس النظام بشار الأسد لتقديم تنازلات، تفضي إلى تسوية سياسية في سوريا، وذلك بعد اتفاق أزمتي النفط وكورونا وتأثيرهما على روسيا.
ونشرت الوكالة اليوم الثلاثاء، تقريراً تحت عنوان “بوتين يعاني من صداع اسمه سوريا والكرملين يلوم الأسد” ذكرت فيه أن بوتين يلح على الأسد ليبدي المزيد من المرونة في محادثاته مع المعارضة السورية، وذلك نقلاً عن أربعة أشخاص على اطلاع ودراية بمشاورات ومداولات الكرملين حول هذا الموضوع.
وأشارت الوكالة أن بوتين كان وراء موجة غضب عامة فريدة من نوعها ضد بشار الأسد في منشورات روسية ظهرت خلال هذا الشهر.
وقال ألكساندر شوميلين وهو دبلوماسي روسي سابق يدير المركز الأوروبي للشرق الأوسط في موسكو للوكالة إن: “الكرملين يجب أن يتخلص من الصداع السوري… والمشكلة تكمن في شخص واحد (أي الأسد) وحاشيته”.
انتقاد صريح
ونشرت وسيلة إعلامية مرتبطة بييفغيني بريغوزين المعروف باسم “طباخ بوتين” بسبب صفقات الإطعام التي قدمها للكرملين، مقالة فيها هجوم على الأسد الذي وصفته بأنه فاسد، كما استشهدت بتصويت يعكس أن نسبة مؤيديه أصبحت 32% فقط في حين أوردت قائمة بعدد من البدائل الممكنة من داخل النظام والمعارضة السورية.
وسرعان ما ظهرت مقالة أخرى على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الاتحادية، وبعد أيام، أتى دور المجلس الروسي للشؤون الدولية وهو مؤسسة بحثية مختصة بالسياسات الخارجية أسست على يد الكرملين لينشر مقالة تنتقد حكومة النظام وتصفها بأنها تفتقر: “لبعد النظر والنهج المرن” في إنهاء هذا “النزاع”.
وفي مقابلة هاتفية أجرتها الوكالة مع كاتب هذه المقالة ألكساندر آكسينيونوك وهو دبلوماسي روسي سابق ونائب رئيس ذلك المجلس قال: “إذا رفض الأسد القبول بدستور جديد، عندها سيعرض النظام نفسه إلى خطر كبير”.
إشارة قوية
وتعتبر هاتان المقالتان بمثابة إشارة قوية لنظام الأسد بحسب ما ذكره شخص مقرب من الكرملين للوكالة.
فبوتين يرى في الأسد شخصية عنيدة محبطة بالنسبة له، ولهذا استعان بالوسيلة الإعلامية المرتبطة ببريغوزين لينقل تلك الصورة، بحسب ما أورده شخص آخر مقرب من الرئيس الروسي.
وبدأت محادثات قادتها الأمم المتحدة في جنيف لإعادة صياغة الدستور السوري أواخر السنة الماضية، لكنها وصلت على الفور إلى درب مسدود عندما قام الجانب الذي يمثل النظام “بتخريب” المفاوضات “عمداً” كما ورد على لسان السيد آكسينيونوك الذي يرتبط أيضاً بنادي فالداي للنقاش الدولي الذي يدعمه بوتين.
وتعكس تحذيرات موسكو خيبة الأمل التي سادت في أوساط التجارة والأعمال بسبب عدم التمكن من دخول عالم الاقتصاد السوري، بحسب ما ذكر دبلوماسي مهتم بالملف السوري. إذ تدرك روسيا أيضاً صعوبة الأوضاع في البلاد، بسبب فشل الأسد وعدم تمكنه من تقديم المواد الأساسية وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا ومشكلة شبكات الفساد التي تنذر بخطر اندلاع شكل من أشكال الثورة في مناطق معينة في البلاد مستقبلاً بحسب رأي ذلك الدبلوماسي.
نقلا عن: تلفزيون سوريا