يبذل اللاجئ السوري محمد البخاس قصارى جهده لحماية أُسرته من فيروس كورونا المستجد بالحفاظ على أكبر قدر ممكن من النظافة للمخيم الذي يقيمون فيه.
لكن مع عدم وجود ما يكفي من الصابون أو المال اللازم لشراء مُطهرات أو كمامات، هناك الكثير الذي يمكنه القيام به.
وقال البخاس (40 عاما) “أعطونا توعية ووزعوا لنا كل واحد لوح صابون وهيدا ما يكفي، عم أروح ع الصيدلية، الكمامة بأربعة آلاف وسبعة آلاف (ليرة لبنانية)، ما قدرتنا نجيب”، مشيرا إلى عمال الإغاثة الذين زاروا مخيمه في شمال لبنان هذا الأسبوع.
أضاف البخاس، الذي فر إلى لبنان من حمص في سوريا قبل ثماني سنوات ويعيش مع زوجته وطفله، “إحنا نطلب معقم، نطلب بخاخات للمخيم، إحنا مجمع كبير وللسوريين مخيمات كبيرة، ونطلب من الأمم المتحدة، نناشد العالم يساعدونا، وقد ما فينا عم نحافظ ع نفسنا والنظافة، أكتر من هيك ما فينا”.
ورصد لبنان 149 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، توفي أربعة منهم بسبب المرض حتى الآن.
لا إصابات
ولم تُرصد حتى الآن حالات إصابة بين اللاجئين السوريين الذين يُقدر عددهم بنحو مليون نسمة بين سكان لبنان البالغ عددهم ستة ملايين نسمة.
ولم تُرصد حتى الآن حالات إصابة بين اللاجئين السوريين الذين يُقدر عددهم بنحو مليون نسمة بين سكان لبنان البالغ عددهم ستة ملايين نسمة.
ومع معاناة النظام الصحي اللبناني بسبب الوباء، فإن الحكومة تشعر بقلق من وصول الفيروس إلى مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين في البلاد.
وقال وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، إن الرعاية الصحية للاجئين مسؤولية مشتركة بين لبنان ووكالات الأمم المتحدة، مؤكدا أن رد فعل المجتمع الدولي بطيء بشأن الأزمة.
وأضاف “أرى أن المجتمع الدولي بمؤسساته الأممية متأخر قليلا عن وضع خطط أو التفكير في إنشاء مستشفى ميداني أو بدعم وزارة الصحة اللبنانية لكي تستطيع أن تقوم بواجباتها في هذه الفترة تجاه المجتمع اللبناني بالإضافة إلى الإخوة الفلسطينيين والسوريين”.
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا بمجتمعات اللاجئين بدأت مبكرا.
وتُجرى حاليا حملات توعية وعمليات توزيع للمواد الخاصة بالصحة العامة، إضافة إلى عمليات تجهيز أماكن إضافية ضرورية في المستشفيات لزيادة قدرتها على استيعاب مزيد من المرضى.
وقالت ليزا أبو خالد، المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان، “نعمل جميعا على مدار الساعة”.
في حين أشار وزير الصحة اللبناني إلى وجود صعوبات في الحفاظ على معايير النظافة الصحية الشخصية بالنظر إلى الكثافة المرتفعة للسكان في المخيمات، مشيرا إلى أن انتشار فيروس كورونا يمثل خطرا حقيقيا.
هرب من المسؤولية
وأضاف أن “أزمة كورونا في لبنان يجب أن تكون محط اهتمام المجتمع الدولي لإنقاذ المجتمع اللبناني والمجتمع السوري والمجتمع الفلسطيني.. ما نعانيه منفردين كشعب لبناني فيه الكثير من التجني والكثير من عدم تحمل المسؤولية أو الهروب من المسؤولية بتحمل هذه الأزمة الإنسانية الناتجة عن الأزمة السورية وعن الواقع الاقتصادي اللبناني المترهل”.
يشار إلى أن لبنان كان يعاني من أزمة مالية واقتصادية حتى قبل تعرضه لفيروس كورونا، في حين تحاول الحكومة الحصول على مساعدات أجنبية لنظامها الصحي العام.
ويفاقم فيروس كورونا الصعوبات التي يعاني منها اللاجئون الذين يعيشون في فقر مدقع منذ سنوات داخل لبنان، ويقول موظفو الإغاثة إن اللاجئين لا يجدون ماء يكفي لغسل أيديهم بشكل منتظم، لا سيما أنهم يحصلون على الماء في مخيماتهم فقط عبر شاحنات.
وفي ظل الوضع الراهن فإن الحصول على رعاية صحية قد يمثل لهم معضلة أيضا، لأنه إذا احتاج لاجئون دخول المستشفى فإنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة الانتقال له أو تكلفة العلاج.
نقلا عن: الجزيرة