نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يوم الأثنين تقرير أطلع عليه المركز الصحفي وترجمه، تناولت فيه تحليلات فيما يخص التغييرات التي أعقبت الضربات اﻷمريكية الفرنسية البريطانية والتي استهدفت مواقع عسكرية لقوات النظام على خلفية هجوم النظام بالغازات السامة على آخر معاقل الثوار في مدينة دوما بالغوطة الشرقية قبل نحو أسبوع من الآن.
افتتحت الصحيفة تقريرها أنه بعد مضي يوم على الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضد النظام السوري، تغيرات صغيرة جداً طرأت على الوضع بالنسبة لمعظم السوريين ممن أمضوا سنوات مريرة في الحرب التي تدور رحاها في البلاد.
وتابعت نيويورك تايمز الأمريكية, بأن العاصمة شهدت في اليوم التالي للضربات مظاهرات مؤيدة لرأس النظام بشار الأسد الذي يحكم قبضته الأمنية على دمشق. في ذاك اليوم في مدينة الرقة التي تم تحريرها من تنظيم الدولة مؤخراً، عملت فرق الألغام على تعطيل الألغام التي زرعها مقاتلو التنظيم في أنحاء المدينة المدمرة. وفي ذلك الوقت كان الآلاف من أهالي مدينة دوما، وهي موقعة الهجوم الكيميائي التي دفعت إلى توجيه الضربات الأمريكية، يبحثون عن ملجأ ليؤويهم لينضموا بذلك إلى ملايين آخرين من السوريين ممن تم إخراجهم من منازلهم.
وأردفت الصحيفة الأمريكية, بأن الخطوط الأمامية التي تفصل ما بين أطراف النزاع المتخاصمة في البلاد لازالت تشهد قتال مستمر، وهو حالها منذ سنين.
وأضافت بعد انقشاع غبار الضربات الأمريكية وحلفائها الذي أتى مع إعلان الرئيس ترامب بأن المهمة تم إنجازها، عاد بشار الأسد لعمله، كيف تقدمت سوريا نحو الأمام؟
وكما أشارت إلى أن سوريا يوم الغد و الذي يليه على الأقل ستكون غارقة في ذاك الوضع الراهن المرير ألا وهو صراع متعدد المستويات يخوضه الشعب السوري العالق في نزاع بين قوى إقليمية وعالمية. حيث ستستمر منظمة الأمم المتحدة في دورها بترتيب محادثات التي لا تحل السلام، بينما سيبقى مجلس الأمن منقسماً حول إيقاف شلال الدم في سوريا.
وقد قالت أن الضربات العسكرية لم يقصد بها إسقاط بشار الأسد أو إيذاء حلفائه من الروس والإيرانيين الداعمين لقواته على الأرض، أو حتى لحماية المدنيين من العنف. فقد تم في الحقيقة التخطيط لها وتنفيذها بدقة شديدة من أجل تجنب تغيير الديناميكيات العامة للصراع وحتى تبقى الولايات المتحدة بعيدة عن الانجرار أكثر فيه.
ونقلت الصحيفة عن أحد النشطاء المعارضين القادمين من مدينة دوما “أسامة شوغاري” والذي يناضل لبدء حياة جديدة في الشمال السوري بعد أن أُبعد عن مدينته “لم تغير الضربات الأمريكية أي شيء بالنسبة للسوريين، فلا شيء تغير على الأرض”.
واختتمت صحيفة نيويورك تايمز تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن ترامب بعد الإعلان عن الضربات العسكرية يوم السبت الفائت، رسم رؤية متشائمة حول قدرة الولايات المتحدة على إحداث تغيير في الشرق الأوسط. فقد جاء في تصريح له أن الشرق الأوسط منطقة مضطربة ولا يمكن لأي كم من الدماء الأمريكية أو الكنوز أن توجد أمن وسلام دائم في تلك المنطقة.
رابط المقال الأصلي:
https://www.nytimes.com/2018/04/15/world/middleeast/syria-us-airstrike.html
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري