قــــراءة فــي الــصحـف
نبدأ قراءتنا من صحيفة “الغـارديان” البريطانية التي نشرت موضوعا للصحفي المختص بشؤون تركيا أندرو فينكل بعنوان “تركيا وروسيا اتحدتا بخصوص مقتل السفير “كارلوف” لكن التوتر لايزال متعمقا بينهما”.
يقول فينكل إن التصريحات التي اطلقها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان واعتبر فيها أن اغتيال السفير الروسي لدى بلاده هجوما على تركيا حكومة وشعبا علاوة على الموقف الهادئ الذي استقبل به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم مشيرا إلى أن الطرفين يستخدمان أسلوبا واحدا للتخفيف من طبيعة الهجوم وتبعاته الكبيرة.
ومن المرجح أن يجد بوتين وأردوغان أرضًا مشتركة من خلال رغبتهما في إلقاء اللوم على أطراف ثالثة بشأن مقتل كارلوف.
البعض سارع بعد الحادث بعقد مقارنة مع حادث اغتيال فرانز فرديناند وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية على يد الصربي جافريلو برينسيب الذي أشعل الحرب العالمية الأولى.
بيد أن القيادات التركية والروسية تحركت سريعا لاحتواء أي أضرار في العلاقات بين الدولتين وذكرت تحليلات أن الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان سيجدان أرضية مشتركة نابعة من رغبتهما في إلقاء اللوم على خصومهم الاستراتيجيين.
وأعلنت أنقرة والكرملين ان اجتماع وزراء الخارجية والدفاع من روسيا وتركيا وإيران المقرر انعقاده في موسكو لمناقشة القضية السورية لن يطرأ عليه أي تعديل.
واتصل أردوغان هاتفيًا ببوتين لمناقشة اغتيال أندريه كارلوف وصرح بعد ذلك أنهما اتفقا على ضرورة ترسيخ التعاون في مكافحة الإرهاب.
المحلل السياسي التركي مصطفى أكيول ذكر أنَّ أردوغان وبوتين سيلقي كل منهما أصابع الاتهام إلى مناهضيهما حيث يؤمن الطرفان بوجود مؤامرة غربية تستهدف تأليب الأوضاع بين البلدين.
ورأى خبراء دبلوماسيون أن كلا الزعيمين لا يمتلك حافزا لخسارة الاتفاق الذي توصلا إليه بشأن سوريا بما يتيح لكليهما مواصلة أهداف الحرب.
آرون شتاين زميل مركز “أتلانتك كاونسل” البحثي علق قائلا: “تمتلك روسيا وتركيا كافة الحوافز لاحتواء تلك الأزمة, حيث تصبو موسكو إلى زيادة بسط نفوذها في حلب عبر الإجلاء الإجباري فيما تفوز تركيا بالاعتراف الروسي لجهودها في تحجيم التوسع الكردي”.
سينان أولجن الباحث التركي بمعهد كارينيجي للسلام الدولي ذكر أن اغتيال السفير لن يثير أزمة شبيهة بتلك التي اندلعت بعد إسقاط السلطات التركية للطائرة الروسية في نوفمبر 2015 وتابع: “هذه المرة لا توجد رغبة في التصعيد”.
بدورها وفي موقف النقيض للصحفي ” أندرو فينكل”، رأت صحيفة “إكسبريس”، أنه من المتوقع أن يتسبب إطلاق النار في المزيد من التوتر بين تركيا وروسيا الذي بلغ ذروته في قضية الحرب في سوريا، بحسب الصحيفة.
وأفادت تقارير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصل هاتفيا بنظيره فلاديمير بوتين بعد حادث الاغتيال لتهدئة أي انتقام محتمل، وفقا للصحيفة.
وقالت متحدثة باسم وزير الخارجية الروسية: “سيطرح الموضوع اليوم مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، لا مكان للإرهاب، ولدينا عزيمة لمحاربته”، ومضت تقول: “ذكرى أندريه كارلوف ستظل دائما داخل أعماق قلوبنا”.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين روس طالبوا بتجاهل البيانات التركية حول حادث اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف والالتفات فقط لما تقوله موسكو.
ونقلت الصحيفة عن مصادر روسية لم تسمها، قولها: “ لا تستمعوا إلى أي أخبار بخلاف الأنباء الرسمية الصادرة من الكرملين”، وأضافت “إكسبريس” أن السلطات التركية أعطت أوامرها للمنافذ الإخبارية لديها بعدم تغطية القصة
وتابعت الصحيفة، إن اغتيال أندريه كارلوف السفير الروسي بتركيا يعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب العالمية الأولى.
الحرب المذكورة اشتعلت بعد مقتل فرانز فرديناند وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية على يد الصربي جافريلو برينسيب.
وأعلنت الإمبراطورية النمساوية-المجرية الحرب على مملكة صربيا مما أثار حلفاء الطرفين وبدأت الحرب العالمية الأولى.
وأردفت الصحيفة: “الصراع الأكثر فتكا في التاريخ الإنساني أشعله اغتيال فرديناند في 28 يونيو 1914، حيث أشعل ذلك حربا كبرى تسببت في مقتل 16 مليون شخص، بينهم 7 ملايين مدني”، وخلال شهر من حادث الاغتيال المذكور، بدأت الحرب وسرعان ما امتدت شرارتها إلى أنحاء شتى من العالم.
وأردفت: “مقتل الدبلوماسي الروسي البارز على الأراضي التركية، على بعد ياردات من مبنى البرلمان يحمل العديد من التشابهات مع مقتل فرديناند”. وفسرت ذلك قائلة: “تركيا عضو بالناتو الذي يرتبط بتوتر شديد مع روسيا الغاضبة من توسعات الحلف في شرق أوروبا”.
ومع توتر العلاقات بين أنقرة وموسكو بسبب إسقاط تركيا طائرة روسية على الحدود التركية السورية، قد يجد بوتين حادث اغتيال السفير فرصة لاختبار مدى عزيمة الناتو.
المركز الصحفي السوري _ صحف