تعاني بعض المناطق في سوريا من النزوح المتكرر، والتهجير الإجباري من قبل نظام الأسد وحلفائه، خوفًا من القصف الوحشي الذي يستهدف المدنيين، ونظراً لعدم وجود رعاية صحية ملائمة وتكرار حالات النزوح من مكان إلى آخر، إضافة إلى الازدحام في بعض القرى والبلدات التي تأوي هؤلاء النازحين، وانتشار القمامة والنفايات في الشوارع والساحات العامة، والتلوث البيئي الناجم عن تكرير النفط عبر الحراقات، كل هذه العوامل كانت كفيلة بانتشار أمراض وأوبئة لم يعهدها السوريون من قبل.
الحصبة والكزاز والتهاب الكبد، والسعال الديكي، والسلّ، والخناق، والتهاب السحايا، والحماق (جدري الماء)، واللشمانيا، بالإضافة إلى شلل الأطفال الذي يعد الأخطر من ضمن الأمراض السابقة إذ يمكن أن يتحول إلى وباء، ومنعه سيكون تحديا كبيراً بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات الطبية
تلك الأمراض التي قضي عليها في سورية منذ أكثر من عشر سنوات، تعود الآن إلى الواجهة من جديد، وبالإضافة إلى انتشار اللشمانيا، يشهد الريف الإدلبي انتشارا واسعاً لأمراض الحصبة وجدري الماء، وفي الفترة الأخيرة قد تزايد عدد المصابين به يوماً بعد يوم، تزامناً مع انهيار النظام الصحي، والأدوية الغير متوفرة في أغلب الأحيان، والمشافي التي أغلقت والتي خرجت عن الخدمة بسبب قصفها واستهدافها من قبل طيران النظام والطيران الروسي بشكل مستمر.
الطبيب سليم أحد الأطباء العاملين بإحدى النقاط الطبية بريف إدلب الجنوبي يقول: “لقد انشر في الآونة الأخيرة مرض الحصبة وجدري الماء بشكل ملحوظ، في قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، خصوصا مع نقص برامج التلقيح الكبير الذي نعاني منه، قد يكون داء الحصبة خطيرا جدا الى درجة انه قد يسبب الموت لدى الاطفال الصغار، ويمكن للإصابة أن تنتشر بشكل سريع، وتحدث العدوى بالتماس المباشر مع الطفح الجلدي للمصاب، أو مع القطيرات التنفسية التي تخرج إلى الهواء أثناء العطاس أو السعال حاملة معها الفيروس الممرض، ويعد اللقاح ضد الحصبة فعال جدا ويمنع ظهور داء الحصبة”.
ويضيف الطبيب سليم: “مرض الحصبة وجدري الماء معد جدا، لذلك فهو ينتشر بسرعة كبيرة خصوصا بين الأطفال، ويجب تقديم برامج تلقيح ضد هذا المرض وبرامج توعية للأهالي كي يتجنبوا العدوى، وذلك يتم عن طريق عزل المريض لمدة تمتد من 4 ايام قبل ظهور الطفح وحتى 4 ايام بعد ظهوره، كما يفضل ان لا يعمل المصابون بالحصبة قرب اشخاص اخرين خلال هذه المدة الزمنية”.
وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن هناك أكثر من 3.8 مليون طفل مشرد داخليا في جميع أنحاء البلاد، وكثير منهم لم يتلق التحصين في حملات التلقيح.
يوجه أبناء ريف إدلب الجنوبي نداءً إنسانيًا إلى كافة المنظمات العالمية، بضرورة تأمين لقاحات وخافضات حرارة في أسرع وقت ممكن، قبل أن ينتشر بشكل أوسع ويصبح كارثة يصعب تداركها.
يشار إلى أن ريف إدلب الجنوبي يكتظ بالنازحين، وأغلبهم من ريف حماة الشمالي وقد نزحوا خوفا من القصف والعمليات العسكرية التي تطال ريف حماة.
اتحاد الديمقراطيين السوريين
علي الحاج أحمد