أعلنت الصين اليوم تقديمها ثلاثين مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، ضمن مساعي مكافحة فيروس كورونا، وذلك بعد تعليق الولايات المتحدة مساعداتها للمنظمة، على خلفية اتهامها “بمحاباة” بكين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن هذا المبلغ “سيستخدم في الوقاية من وباء كوفيد-19 ومراقبته ودعم تطوير الأنظمة الصحية في الدول النامية”.
وأكد المتحدث أن الصين دفعت من قبل عشرين مليون دولار لهذه المؤسسة، في إشارة إلى هبة قُدمت في مارس/آذار الماضي على ما يبدو.
وقال غينغ شوانغ إن دعم منظمة الصحة العالمية في لحظة حرجة من الكفاح العالمي ضد الوباء هو الدفاع عن مُثل ومبادئ التعددية، والدفاع عن مكانة الأمم المتحدة وسلطتها، وفق تعبيره.
وعلقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي دفع مساهماتها المالية في منظمة الصحة العالمية، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، بعد أن اتهمتها “بمحاباة” بكين.
كما انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب “سوء إدارة” المنظمة لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي أدى إلى وفاة أكثر من 180 ألف شخص منذ ظهوره في الصين أواخر 2019.
وأثار قرار ترامب موجة تنديد واسعة في العالم، من باريس إلى برلين، مرورا بموسكو.
واعتبر منتقدو ترامب تعليق المساهمة الأميركية نصرا رمزيا للحكومة الصينية، التي قد توسع نفوذها داخل منظمة الصحة العالمية.
من جانبه، انتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الصين مجددا أمس الأربعاء بسبب تفشي فيروس كورونا، واتهمها بجعلها الوباء فرصة لترويع جيرانها، لكنه رحب في الوقت نفسه بتقديمها إمدادات طبية ضرورية لبلاده.
وقال في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة “تعتقد بقوة” أن بكين لم تبلّغ عن تفشي الفيروس في الوقت المناسب، في انتهاك لقواعد منظمة الصحة العالمية، وتقاعست عن الإبلاغ عن انتقاله بين البشر “لمدة شهر، حتى انتشاره في كل الأقاليم داخل الصين”.
وأضاف أن بكين أوقفت فحص عينات جديدة “ودمرت عينات مأخوذة” بالفعل، وتقاعست عن تقديم عينات للعالم الخارجي؛ “مما جعل من المستحيل تتبع تطور المرض”.
وواشنطن هي الممول الأكبر لمنظمة الصحة، الهيئة متعددة الأطراف التي أنشئت عام 1948، ويتوقف عملها ومهامها على الأموال التي تقدمها دولها الأعضاء وهبات بعض المانحين.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن حصة بلاده في تمويل منظمة الصحة تتراوح بين أربعمئة وخمسمئة مليون دولار في السنة، مقابل نحو أربعين مليون دولار -“وحتى أقل”- للصين.
أما بكين فاعتبرت أن قرار تعليق المساهمة المالية الأميركية “سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية، وسيقوّض التعاون الدولي ضد الوباء”، وحثّت الولايات المتحدة على “تحمل مسؤولياتها والتزاماتها بجدية”.
نقلا عن الجزيرة