لم تكد تمضي أيام على إغلاق آخر معبر ومنفذ إنساني من مدينة دمشق باتجاه الغوطة الشرقية حتى ازدادت الأوضاع المعيشة والإنسانية سوء لقرابة 400 ألف مدني محاصرين فيها جراء ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق وعمليات الاستغلال من قبل التجار، بالتزامن مع الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام وداعميه على أحياء شرق العاصمة وجبهات الغوطة في مسعى من النظام فرض خياراته على الأهالي والتي تفضي كسابقاتها إلى التهجير القسري.
حيث لجأت قوات النظام مؤخراً لإغلاق حاجز حاميش بحي برزة ومعبر مخيم الوافدين التي كانت تستخدم لإدخال البضائع للغوطة والتي ساهمت إلى حد كبير في تخفيف وطأة الحصار المفروض منذ أكثر من 4 أعوام والتي من شأنها إدخال مواد غذائية وأعلاف للحيوانات بشكل أساسي، انعكس سلباً على قطاعات مختلفة من الحياة وعلى رأسها الزراعة وتربية المواشي والصحة وحدوث كارثة إنسانية في حال استمر الوضع على هذا الحال.
فمن ناحية الزراعة سبب إغلاق المعابر إلى ارتفاع أسعار المحروقات والمبيدات الحشرية والأسمدة بشكل غير مسبوق وصل لحد العشرين ضعفاً عما كان في السابق، نتج عنها ارتفاع تكليف الإنتاج الزراعي من ناحية تكاليف السقاية والحراثة والنقل وغيرها من الأمور المرتبطة بهذا القطاع ناهيك عن الاستهداف الممنهج للمحاصيل الزراعية بالقذائف الحارقة مع اقتراب موسم الحصاد.
وبالنسبة للثروة الحيوانية فبحسب إحصائية نقابة الأطباء البيطريين بلغت خسائر هذه الثروة ما يقارب %85 على مدار الأعوام الماضية مع إمكانية ان ترتفع هذه النسبة في ظل الحصار الحالي من ناحية ارتفاع تكلفة تربية لابقار والماشية جراء غلاء أسعار الأعلاف والمحروقات واقدام البعض على ذبح مايملكونه من ماشية أو بيعها لعدم تمكنهم من تحمل التكاليف، وعلى الصعيد الطبي تواجه مدن وبلدات الغوطة الشرقية عجزا كاملا عن سد توفير المستلزمات الطبية للمدنيين جراء استنفاذها لكامل المخزون الاستراتيجي دون إمكانية تعويضه في ظل مماطلة النظام بمنع دخول شاحنات الأمم المتحدة بشكل ممنهج. ناهيك عن المخاطر الناجمة عن توجه النظام مؤخراً لاستهداف المنشآت الطبية كما حدث قبل أيام في مدينة عربين بالغوطة مخلفاً دمارا وأضرارا في المعدات.
المركز الصحفي السوري