احتفت اليوم وسائل إعلام النظام كافة مع وكالة أنبائه بخبر أُنقله كما هو “حاجز للجيش العربي السوري يعترض رتلاً من 5 مدرعات لقوات الاحتلال الأمريكي في قرية تل الدهب بريف القامشلي الجنوبي ويمنعه من المرور ويجبره على التراجع”.
ما هذا التدبير يا كبير؟! هكذا تكون البطولة أو لا بطولة.. أقول للجيش العربي السوري (حامي) تراب الوطن الذي قدمه سيادة محافظ حماة بسحارة فلين للمزارعين، “لقد أتعبت الجيوش من بعدك لقد رفعت (level) البطولة إلى المستوى الصعب، كيف ستتمكن الجيوش الأمريكية أو الروسية أو الصينية فضلاً عن الجيوش العربية أن تصل لنفس مستواك في التصدي للاحتلال!!؟؟
يجب أن تدرّس رباطة جأش الجندي السوري وهو يحمل بندقيته الروسية الصدئة وينتعل حذاء بلا رباطات ويضع (خرقة) بالية على رأسه تسمى طاقية، وهو يوجه الأمر للعربات الأمريكية المصفحة بالتراجع والعودة ربما السائق لم يرى الجندي السوري الواقف على الحاجر لأن دولاب العربة أعلى من رأس الجندي لكنه سمع صوتاً أقرب للنقيق فظنّه دعوة (لكأس) متة ،وهو الأمريكي الذي لا يحبذ سوى طعم البترول.
لكن بكل الأحوال سمع السائق أم لم يسمع النقيق فالموقف البطولي للجندي السوري يجب أن يُدرس في أكاديميات الأركان في العالم، بل يجب أن تكون مواجهة الجندي السوري مع المدرعة الأمريكية هي مرحلة متقدمة من لعبة الببجي حين تكون المواجهة بقصعة البطاطا و(فحل) البصل، وهو غداء الجندي الباسل ذو القلب الصوان الذي لا يبكي إلا على جرة غاز أو ارتفاع الأسعار كحال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
هذا عن الأرض ماذا عن السماء كيف يمكن لحراس تراب الوطن أن يطالوا طائرات الغرباء التي تكاد تعمل اختناقات مرورية من كثرتها وعشوائيتها، وهي تقصف النظام وتخترق سيادته وتقتل عناصره ويكتفي رأس النظام بأخذ شكل المزهرية .. للأسف هذه الأنواع من البطولة لم يرد ذكرها في نشرة أخبار الثامنة والنصف لدى النظام لأنه وببساطة الجندي السوري لا يستطيع أن يطير إلا إذا ركب أجنحة أو استعمل شيئا ذي أجنحة .
فعندما تتواضع القدرات وتصبح البطولة هي التشويش فقط على نزهة المحتل والتنغيص عليه في استمتاعه بـ (سيران) داعساً السيادة والوطنية وكومة الشعارات المنقرضة من جيل القائد الخالد إلى عصر التطبيل والتزمير فاعلم أن الإفلاس والضعف وصل منتهاه.. دمتم بخير
مقال رأي /محمد الحلبي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع