عندما شعر حكام الاتحاد السوفياتي البائد أن نظام الحكم الموالي لهم في افغانستان اقترب من السقوط قرّروا التدخل العسكري المباشر في افغانستان عام 1979 ونصبوا جنرالا إمعة ( طرطور )هو (ببرك كارمل) لحكم البلاد ، وكان ذلك القرار لحظة موعودة من أعداء الامبراطورية السوفياتية لإنهاكها وإذلالها ثم تفكيكها وتحطيم قوتها . زج السوفيات قوة عسكرية عديدها 115000 إضافة إلى عصابات محلية افغانية (كشبيحة ) تابعة لهم عديدها 50000 ، مقابل 200000 ثائر أفغاني وأجنبي قدموا لطرد السوفيات من افغانستان . واستمرت الحرب 10 سنوات وفي عام 1989 سحب الاتحاد السوفياتي ما تبقى من قوته العسكرية منهزما دون أي تفاوض أو اتفاق . وكانت نتيجة الحرب السوفياتية على افغانستان مقتل 15000 و54000 جريح سوفياتي ومقتل 18000 شيوعي افغاني ، مقابل استشهاد 75000 من الثوار وجرح 90000 ، أما ضحايا الحرب السوفياتية على افغانستان من المدنيين فكانت 1.5 مليون وجرح 3 مليون وتهجير 5 مليون داخليا و3 مليون خارج افغانستان . بالعودة الى الفريق بشار الأسد وريث الحكم على سوريا والذي اندلعت على حكمه ثورة شعبية عارمة عام 2011 ، فقد كرّر التجربة نفسها مقتديا بمثيله الجنرال ببرك كارمل افغانستان ، وما أن بدأت جحافل قوى الثورة تقترب من قصره حتى قرّرت ايران انقاذ نظام حكمه لاعتبارات طائفية وامتدادات انكسارات امبراطورية فارسية مجوسية ورد اعتبار للتخلص من عقد تاريخية تجاه الأمتين العربية والإسلامية ، وزج الايرانيون قوتهم العسكرية واحتلوا كافة المناطق التي يسيطر عليها اتباع بشار الأسد كما كان حال السوفيات مع ببرك كارمل افغانستان ، ودفعوا مرتزقتهم من الديانة الشيعية المجوسية من افغانستان ولبنان والعراق والباكستان واليمن في كافة الجبهات ، ضد ثوار سوريا بقصد انهاء الثورة الشعبية السورية ضد حكم عائلة الأسد ومرتزقتها ( ببرك كارمل سوريا ).ويعرف كل متابع حصيلة العدوان الاجرامي الفارسي على سوريا . مضى أربع سنوات على غزو ايران ومرتزقتها أجزاء من سوريا وما حصل من أعمال القتل والدمار والتهجير ( الايرانية / الأسدية ) أكبر مما فعلته قوى الغزو السوفياتية ضد الشعب الأفغاني ، وما زال الشعب السوري الثائر في أقصى قوته ضد قوى الغزو والاحتلال الفارسي المجوسي ومرتزقته وأتباعه في سوريا كما كان الشعب الافغاني . فهل ستتكرر تجربة ببرك كارمل مدمر افغانستان الذي هرب إلى موسكو مع بشار الأسد مدمر سوريا بالهروب إلى طهران، وسيندحر الغزاة المجوس وشيعتهم كما اندحر الغزاة السوفيات قبل مضي عشر سنوات؟ وهل سيأتي قادة ثورة لسوريا مثل : قلب الدين حكمتيار واحمد شاه مسعود وبرهان الدين رباني ، أم أن الائتلاف وملحقاته وأشباهه سيجلبون لسوريا قرضاي أو طالبان أخرى ؟ إنه زمن الحكام الصغار ( ببرك كارمل + بشار الأسد / إدارة الائتلاف ) الذين يرتضون بتسليم بلدهم للغزاة الخارجيين في سبيل بقائهم في سلطة حكم ليس لها أي قيمة شعبية ، ورحم الله أم (ابو عبد الله الصغير ) آخر حكام الاندلس حين قالت له بعد أن سلّم مملكته إلى( فيرناندو +ايزابيلا ) وجاء إليها باكيا : كفى تبكي على ملك لم تستطع أن تحافظ عليه كالرجال .