أشار موقع “بزنس إنسايدر” إلى الخطط الروسية لبناء قواعد عسكرية في ست دول أفريقية. وقال إن التقرير الذي نشرته الصحيفة الألمانية “بيليد” بناء على وثيقة مسربة من الخارجية الألمانية تكشف عن حصول الروس على تأكيدات لبناء قواعد عسكرية في دول ذات أنظمة ديكتاتورية في القارة.
وأشار الموقع إلى أن روسيا تتنافس مع الدول الغربية والصين لتوسيع تأثيرها في القارة الأفريقية والحصول على مصادرها الطبيعية وعقد صفقات السلاح معها وتأمين دعمها في المحافل الدولية. وأضاف الموقع أن روسيا وقعت اتفاقيات عسكرية مع الدول الأفريقية الأكثر ديكتاتورية.
وكشف التقرير الألماني أن الرئيس فلاديمير بوتين جعل من القارة الأفريقية “أولوية عليا” وأن القواعد العسكرية هي جزء من طموحات روسيا الجديدة في أفريقيا.
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن روسيا ومنذ عام 2015 وقعت اتفاقيات تعاون عسكري مع 21 دولة أفريقية، مقارنة مع أربع معاهدات للتعاون العسكري في القارة الأفريقية قبل هذا. وأوضحت أن موسكو تتقرب من أكثر الدول ديكتاتورية مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإريتريا وموزامبيق ومدغشقر والسودان.
ولا يتنافس بوتين مع الغرب بل ومع الصين في نشر التأثير في أفريقيا، ويعد السودان من الدول المهمة لروسيا نظرا لوقوعه على البحر الأحمر. وقال رئيس لجنة الدفاع العسكري الجنرال هادي آدم في كانون الأول/ ديسمبر معلقا على الطلب الروسي بناء قاعدة عسكرية في ميناء بورتسودان: “طلب البناء يتم مناقشته، وستتم المصادقة عليه لو وقع البلدان اتفاقية. وستفتح هذه الصفقة الطريق أمام اتفاقيات أخرى وتعاون أكبر، وإمكانية إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر”.
وحاول الرئيس السوداني السابق عمر البشير الحصول على دعم روسي منذ عام 2017 لمواجهة “العدوان الروسي”. وأطيح بالبشير في انقلاب العام الماضي. ووجهت له اتهامات الفساد. ودعم في الماضي العراق بعد اجتياحه للكويت واتهم بمنح الملجأ والدعم للجماعات الإسلامية المتشددة مثل كارلوس وأسامة بن لادن وأبو نضال وغيرهم من الذين صنفتهم الولايات المتحدة كقادة إرهاب. وفي عام 1993 صنفت الولايات المتحدة السودان بالدولة الراعية للإرهاب.
وبالإضافة لهذا تحاول روسيا بناء قاعدة دعم لوجيستي في ميناءي عصب ومصوع في إريتريا اللتين تقعان على البحر الأحمر. ومع أن الهدف المعلن من الاتفاق بين روسيا وإريتريا من أجل إنعاش التجارة والاقتصاد بين البلدين ولكنهما ستسمحان للروس في كل من إريتريا والسودان لجمع المعلومات والتدخل في الملاحة البحرية التي تمر بالبحر الأحمر إلى البحر المتوسط وبحر العرب. وهذا يضم البوارج الأمريكية القادمة والخارجة من الخليج الفارسي إلى المحيط الهندي.
ويقوم الجيش الروسي رسميا بتدريب الجنود في جمهورية أفريقيا الوسطى، وهناك 180 روسيا لتقديم التدريب لجيش هذه الدولة، بالإضافة إلى ما بين 250-1000 من مرتزقة شركة واغنر المقربة من الكرملين. وهي نفس الشركة التي تقدم الدعم لخليفة حفتر، قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي.
ووصف المسؤولون في وزارة الخارجية الألمانية شركة واغنر بأنها “الأداة الهجينة” التي تمارس “دورا سياسيا وعسكريا”. وجاء في التقرير الألماني أن “قدرات روسيا العسكرية ومن المرتزقة (واغنر) هي مهمة للأنظمة المستبدة وإمكانية استخدامها ضد شعوبها”. وعلى الروس المنافسة مع الفرنسيين الذين لديهم تأثير ونشروا جنودهم في جمهورية أفريقيا الوسطى والدول الجارة مثل مالي وبوركينا فاسو وموريتانيا وتشاد، وهي دول كان معظمها مستعمرات فرنسية سابقة. ويعتبر الوجود الفرنسي فيها جزءا من ملاحقة المتشددين الإسلاميين.
وتعتبر روسيا المصدر الرئيسي لعدد من دول القارة، ويسيطر الروس على نسبة 37.6% من سوق السلاح في أفريقيا، وبعدها الولايات المتحدة 16% ،وفرنسا 14%، والصين 9%. وتظل الجزائر أكبر زبون للسلاح الروسي في أفريقيا وبعدها مصر والسودان وأنغولا. ووقع الروس اتفاقية مع مصر في 2017 لاستخدام قواعدهم العسكرية.
ويصف بوتين عبد الفتاح السيسي بـ”الشريك القريب والموثوق”. وفي أثناء زيارة بوتين للقاهرة في كانون الأول/ ديسمبر 2017 وقع البلدان اتفاقيات تقوم فيها روسيا ببناء مفاعل نووي وتزويدها بالوقود النووي.
نقلا عن القدس العربي