بحسب خبر أوردته صحيفة الغارديان البريطانية فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل إلى رئيسة حكومة المملكة المتحدة تيريزا ماي اعتزامه إلغاء زيارته إلى لندن في حال تنظيم مظاهرات مناهضة له خلال الزيارة.
يشير متابعون إلى أن السبب الظاهر للتوتر بين البلدين هو التراشق على موقع تويتر بين ترامب وعمد بريطانيا المسلم صادف خان.
أما السبب الحقيقي فهو صدام المصالح بين الدولتين اللتين مرتا من نفس الطريق ويقطنهما شعب واحد منذ اكتشاف القارة الجديدة.
فالطريق الذي اختارته المملكة المتحدة لنفسها بالخروج من الاتحاد الأوروبي أثار مخاوف جميع الدول الكبرى الساعية إلى نهش حصة أكبر من العالم، الذي تجري إعادة رسم حدود بلدان من جديد.
وهكذا تحررت لندن من الحمل المادي للاتحاد الأوروبي والتزاماته التي تفرض قيودًا على تحركاتها.
وبذلك فإنها أعادت إلى الواجهة المنظور الذي أكسبها توصيف “البلد الذي لا تغيب عنه الشمس” عبر التاريخ.
ونعلم جميعًا ما هو السر الذي أتاح للمملكة المتحدة أن تعيش عصرها الذهبي.
إنها العلاقات الثنائية الخاصة والاتفاقيات السرية والمعلنة في عالم تسوده التكتلات.
وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة ما تزال تعمل على تحديد طريقة الخروج من الاتحاد الأوروبي، فقد أعدت منذ الآن البنى التحتية من أجل توقيع اتفاقيات ثنائية مع الكثير من بلدان العالم.
من الشرق الأوسط وحتى منطقة آسيا المحيط الهادئ…
تمامًا كما كانت حالها في أيامها المجيدة…
وخلال الفترة القادمة ستتمتع المملكة المتحدة بظهور أكبر أينما وجدت المضائق والأقنية ومصادر الطاقة والثروات الباطنية، في كافة أرجاء الأرض.
وكونوا على ثقة أنه على الرغم من عدم صدور أي تصريح ملموس عن المملكة المتحدة بخصوص أزمة قطر، إلا أن لندن هي واحد من اللاعبين الفاعلين في هذه الأزمة!
ولهذا هناك محاولات لإثارة القلاقل في المملكة المتحدة، منذ بدء عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، من خلال رسائل عبر هجمات إرهابية.
وهناك عائق آخر أمام انتفاض الجزيرة، وهو عدم ظهور زعامة سياسية حتى الآن مصممة على إدارة الرؤية التي نتحدث عنها.
فلا رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي، التي لا يتوقع منها تشكيل حكومة دائمة، تبعث على الأمل، ولا المعارضة الرئيسية، التي تتغنى بأهازيج اليسار الرومانسي…
وترامب من جهته لا يريد الإقدام على أدنى خطوة تسهم في تجاوز المملكة المتحدة، منافسته المحتملة في العصر الجديد، أزمة الحكومة فيها.
لننتظر ونرَ كيف ستواجه الدولتان بعضهما البعض عندما يحمى الوطيس. وسنرى أي غسيل قذر سينشر مع هذه المنافسة الخفية المستمرة بينهما منذ مدة.
على سبيل المثال، أكثر ما يثير فضولي هو خلفية الهجمات الإرهابية الأخيرة في لندن.
ترك برس