المركز الصحفي السوري – عاصم الصالح
أقرت منظمة اليونيسيف اتفاقية حقوق الطفل عام 1989 والتي تنص عل حق الطفل في الحياة، والحق في البقاء، و الحق في النماء، و حق احترام رأي الطفل، كما تكون الحكومات الوطنية قد ألزمت نفسها بحماية وضمان حقوق الأطفال، ووافقت على تحمل مسؤولية هذا الالتزام أمام المجتمع الدولي، وقد وقعت سوريا على هذه الاتفاقية بموجب القانون رقم8 من عام1993الصادر عن رئيس الجمهورية آنذاك.
الأطفال في سوريا هم أكثر الفئات تضرراً جراء الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من أربعة أعوام، فالكل يتذكر أن سبب قيام الانتفاضة الشعبية في سوريا هو قيام خمسة عشر طفلاً من مدينة درعا جنوب سوريا بكتابة عبارات الحرية على جدران مدرستهم لتقوم قوات النظام باعتقالهم و تعذيبهم واقتلاع أظافرهم.
قام النظام منذ بداية الأحداث في سوريا باستهداف كل مظاهر الحياة في سوريا، و لأن الأطفال هم زهرة هذه الحياة فقد سعى جاهداً لإطفاء شمعتهم والنيل منهم وذلك بقصف المدارس، ولعل أكثر تلك المجازر وحشية تلك المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من خمس وعشرين طفلاً في مدرسة “عين جالوت” في حي الأنصاري بحلب، والأمثلة الأخرى كثيرة عن استهداف المدارس في سوريا.
ذكر تقرير نشرته صفحة “قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية” على الانترنت أن عدد الأطفالالشهداء ما دون 16 عاماً في سوريا حتى تاريخ 28/2/2015 بلغ 14047 طفلاً، وما لا يقل عن مليوني طفل لاجئ من إجمالي اللاجئين السوريين في دول الجوار والمقدر بأربعة ملايين لاجئ، يحتاجون إلى كافة المقومات الضرورية من غذاء ودواء ومسكن وصحة وتعليم.
واليوم وفي الذكرى الرابعة لانطلاق الثورة السورية التي أشعلت شرارتها براءة الأطفال، أفاد ناشطون في ريف إدلب أن الطيران المروحي التابع لنظام الأسد قام صباح امس بإلقاء برميلين متفجرين بالقرب من مدرسة للأطفال في قرية النقير في ريف إدلب، كان الأطفال قد وصلوا إلى المدرسة قبل إلقاء البرميلين المتفجرين، و أفاد الناشطون أن توقيت الضربة كان في تمام الساعة الثامنة و النصف صباحاً .
نتج عن تلك الضربة أضرار مادية فقط ولم تكن هناك أضرار بشرية سوى بعض الجرحى .
بعد كل هذا نتساءل هل سيستمر النظام بارتكاب المجازر وقتل الأطفال وتشريدهم دون رادع، أم أن هناك قانوناً دولياً سيحاسبه على هذه الجرائم؟ سؤال مرهون الإجابة عنه بجدوى المحاسبة التي يجب أن تقوم بها المنظومة الدولية للنظام الذي قام باقتراف هذه الجرائم, كون النظام قد نقض ميثاق عام 1989 الخاص بحقوق الطفل والذي وقع عليه.
المركز الصحفي السوري – عاصم الصالح