احتفلت صفحات فيسبوكية موالية لنظام الأسد، الخميس والجمعة، بقيام الأسد بإعادة نصب تمثال أبيه في محافظة “حماة” التي سبق وشهدت مجزرة ارتكبها حافظ الأسد أول ثمانينيات القرن الماضي، بحق المعارضين السوريين الذين انتفضوا على حكمه في ذلك الوقت، تفاوت عدد ضحاياها ما بين 35 ألفاً و50 ألفاً. حسب ما ذكرت صفحات عديدة مرفقة صورا للتمثال مغطى بالعلم، بانتظار لحظة الكشف عنه.
وسبق للنظام السوري أن أزال تمثال حافظ الأسد من المحافظة، مع بدايات الثورة على حكمه. ولا يزال فيديو مرفوع على يوتيوب، نشره ناشطون، يظهر قيام النظام السوري بإزالة تمثال حافظ الأسد، من طريق الرافعات ثم نقله إلى جهة مجهولة.
ويعود تاريخ هذا الفيديو إلى العاشر من شهر يونيو 2011، أي بعد قيام الثورة على نظام الأسد بأشهر معدودة.
وشهدت محافظة “حماة” السورية مجزرة مروعة، بأوامر مباشرة من حافظ الأسد، في الثاني من شهر فبراير 1982 عندما أمر قواته العسكرية التي كانت تحاصر المدينة، بقصفها من طريق الطيران والمدافع، دمرت المدينة على إثره. وخلف القصف ضحايا بعشرات الآلاف، اختلفت المصادر بذكر إحصائياته الدقيقة، إلى أن أرقام القتلى تتراوح ما بين 35 ألفاً و50 ألفاً، إضافة إلى عدد كبير من المفقودين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، حيث ترجح مصادر سياسية سورية معارضة وحقوقية دولية أن أغلب هؤلاء المفقودين قد قضى إما تحت التعذيب أو الإعدامات الميدانية الفورية، أو التصفيات التي كانت تتم داخل مراكز الاعتقال.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت تقريراً، منذ يومين، كشفت فيه قيام رئيس النظام السوري بشار الأسد، بإعدام 13 ألفاً من المعارضين السوريين، شنقاً، في محاكمات صورية عاجلة هي أقرب إلى التصفية والقتل منها إلى العمل القضائي. حيث عمد نظام الأسد إلى تصفية معارضيه الذين تمكن من اعتقالهم، بعد إخضاعهم لعمليات استجواب وصفت بالوحشية، يتم فيها انتزاع اعترافاتهم، ثم تصفيتهم على إثرها، بعد محاكمة تستغرق دقائق معدودة، لا أكثر، كما ذكرت المنظمة في تقريرها الذي وضعت له عنواناً دالاً على حجم الجريمة: “المسلخ البشري”.
العربية