بحروفه المتلعثمة وابتسامته البريئة، قابلنا الطفل علي الأحمد بائع القهوة، ما أن تراه تستطيع أن تعرف أن الحرب سلبته جزءاً كبيراً من طفولته، يحكي لنا الطفل ذو الـ 12 عاماً عن حلمه من خلال بيعه القهوة، وهو تأمين مستلزمات الشتاء القارص والشديد على المخيمات.
فقد أمه وأبيه ويعيش مع جده وجدته في خيمة قرب مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، نزحوا من مدينة حلب بعد أن اختطفت آلة الحرب والقصف الجوي والديه، و اضطر للعمل ببيع القهوة، لإعالة جده وجدته، جل ما يحلم به “علي” هو الحصول على حطب للتدفئة بسبب برودة فصل الشتاء، حيث قال ” إن البرد قارص هنا، وأنا مضطر للعمل لكي أحصل على المال، جدي وجدتي يعانيان من أمراض كثيرة وأنا أملهم الوحيد “، يحز في نفسه عدم القدرة على الدراسة، يحمل هموماً أكبر من سنه، ومتاعب لا يطيقها جسده النحيل .
قال لنا أيضا ” لقد نسيت شكل المدرسة منذ زمن طويل تركتها، كنت أتمنى لو أكملت تعليمي ولكن الظروف أقوى مني “، رغم ذلك أصبح له زبائن ويعتمد على نفسه، يتعلم من تجاربه اليومية، ليكون خريج مدرسة الحياة القاسية ككل أطفال سوريا .
التقينا مع جده ” عبدالحفيظ ” داخل الخيمة وسألناه عن علي فقال ” إن علي هو رجل، ولكن بجسد طفل صغير، هو يكلمني تماماً كالرجال، ويحمل همي وهم جدته كالرجال، ترك مدرسته وعمل ليل نهار كالرجال، أتمنى أن يعيش حياة أفضل مما هو عليه اليوم لأنه يستحق الأفضل ” .
حاله كحال الآلاف من الأطفال السوريين الذين يكابدون الحياة متمسكين بحبال النجاة و إن كانت هواء، تتعاظم ظاهرة عمالة الأطفال و يزداد انتشارها في الشمال السوري، أطفال يعملون بمهن شاقة بسبب غياب آبائهم قتلاً أو اعتقالاً في سجون الظالمين .
بقلم : ضياء عسود