يوما بعد يوم، تتكشف قصص جديدة عن التعذيب في معتقلات نظام أسد؛ بحق معتقلين كثيرا ما يكون ذنبهم الوحيد أنهم ينحدرون من المناطق “الثائرة” أو أنهم يرتبطون بصلة قرابة مع أحد المطلوبين.
وتتعاضد التقارير والصور التي يتم تسريبها من داخل معتقلات سجون أسد، والمعلومات التي تلتقطها الأقمار الصناعية للمقابر الجماعية، مع شهادات السجناء السابقين الذين يروون قصصا مروعة عما عايشوه في هذه الأماكن التي تسميها منظمات حقوقية بـ”المسالخ البشرية”، لترسم الصورة كاملة عما جرى ويجري هناك.
مطارق حديدية
وقال (عبد الله) وهو أحد المعتقلين السابقين في فرع المخابرات الجوية التابع لميليشيا أسد الطائفية بحلب لـ أورينت نت، إن “طرق التعذيب داخل الفرع المذكور يصعب أن يتخيلها عقل بشري، كان كل شيء متاحاً هناك باستثناء أن تكون (رحيماً)، كان يطلب من السجانين استخدام كل ما يمكن استخدامه مع المعتقلين هناك، لقد قضى عشرات المعتقلين تحت أهوال التعذيب على يد سفاحي الفرع وزبانيته”، مشيراً إلى أن مقتل المعتقل داخل الفرع يعد أمراً عادياً والنهاية (تقرير طبي مزور) وتسليم للمشفى الجامعي بحلب هذا في حال كان المعتقل (عادي الأهمية).
يضيف: “من أبرز الطرق المتبعة في التعذيب داخل الفرع هو الضرب بواسطة مطرقة، حيث يقوم السجانون باستخدام مطرقة حديدية يبلغ وزنها بحسب حجمها نحو 2 كلغ، حيث يتعرض المعتقل خلال جلسات التحقيق للضرب بهذه المطرقة بشكل عشوائي في مختلف أنحاء جسده، والنتيجة تكون (تكسر بعض العظام وإصابة أخرى برضوض) هذا في أحسن الأحوال، كما أن استخدام المطرقة لا يقتصر على جلسات التحقيق فحسب، بل أن كل معتقل يصدر صوتاً أو يشكو من أمر يتم فتح باب الزنزانة و (لجم فمه) بحسب تعبير السجانين وتحويل صوته إلى (أنين خافت) لا يجرؤ أن يقوم برفعه.
أنابيب روسية الصنع.. هذا ما تفعله
وبحسب المصدر نفسه فإن “إحدى أبرز أدوات التعذيب هناك أيضاً والتي تعرض لها هو أيضاً، هو الضرب بواسطة (أنابيب نابضية)، وهو نوع جديد من الأنابيب (روسية الصنع) ومخصصة لعمليات التعذيب في السجون، حيث يتكون هذا الأنبوب الذي يبلغ محيطه نحو (3 – 4 إنشات) من مادة هي أشبه بـ (السليكون الصلب) وبداخله نابض معدني قطره أقل بقليل، حيث يتمتع قوام الأنبوب بمرونة كبيرة، فيما يمنحه النابض بداخله ثقلاً يجعل الضرب فيه عبارة عن مأساة حقيقية للمعتقل الذي يذوق الويلات”.وتابع: “أذكر في إحدى الليالي أخرجوا شاباً ينحدر من مدينة الموحسن بريف دير الزور للتحقيق، وبعد مضي بضع ساعات عاد الشاب مضرجاً بالدماء، فتحوا باب الزنزانة وقاموا برميه إلى الداخل وأغلقوا الباب، كان الشاب يئن، فيما بدا أنه ينزف من كل أنحاء جسده، حاولنا بالإمكانيات المتاحة لدينا (سراويلنا الداخلية التي لا يستر جسدنا غيرها) تضميد جراحه، ولكن كان عبثاً فالشاب تعرض لضربة قاتلة في منتصف الرقبة إضافة لضربة أخرى على ظهره، اشتكى إلينا ما عاناه وأخبرنا بأن نوصل رسالة إلى أهله في حال التقيناهم، ظللنا بضع ساعات نحاول إيقاف الدماء التي تخرج من جسده، إلا أنها أبت لحين استشهاده”.
هذا ما كان يجري في عمليات تبادل الأسرى
ووفقاً للمصدر فإن نظام أسد كان دائماً يتبع أسلوب الكذب في جميع عمليات الأسرى التي يجريها مع الفصائل، فمثلاً عندما يتم الإعلان عن صفقة تبادل للأسرى، يقوم نظام أسد باعتقال العشرات وزجهم في الزنازين، حيث في إحدى عمليات التبادل تم سجن نحو 15 شخصاً جديداً في زنزانتنا لوحدها ولم يتعرض هؤلاء لأية عمليات تعذيب، بل أن مستوى الطعام ارتقى وتحسن ليصبح (رغيفي خبز وخمس زيتونات وبيضة واحدة) بعد أن كان فقط (رغيف خبز وبضع حبات من الزيتون)
ولفت إلى أنه ” من النادر أن يتم إخراج معتقلين حقيقيين خلال العمليات، إلا في حال كانت الفصائل قد طلبت معتقلين بعينهم وبالاسم، حيث في هذه الحالة يكون نظام أسد مضطراً لإطلاق سراح المعتقل المطلوب أياً كانت أهميته بالنسبة إليه، هذا في حال لم يقم بتصفيته وإخبارهم بأنه توفي (بسكتة قلبية) كما جرت العادة”.
نقلا عن اورينت نت