شارك العشرات من مؤيدي نظام الأسد في بلاد مختلفة أمس الخميس 20 أيار/مايو، في الانتخابات الرئاسية السورية واحتفوا برأس النظام وجيشه وحكومته.
البداية مع رئيسة ما يسمى بــ “المنتدى السوري الموحد” في ألمانيا ‘‘ريم فؤاد اسماعيل’’ التي ألقت كغيرها من مؤيدي النظام السوري في بلاد اللجوء خطاباً بلغة عربية لم تقيدها حركات قواعد اللغة فتنصب المجرور تارة وترفع المنصوب تارة أخرى, احتفت فيه برأس النظام “بشار الأسد” وحكومته.
لا يتعدّى خطاب إسماعيل وكلماتها التي شوّهت اللغة العربية صفة الازدواجية البحتة فلو طُلب من إسماعيل العودة إلى دمشق التي أصبحت تحت سيطرة النظام الذي تحتفي به وتمجّده, فهل ستقبل!!!! أم أنّها ستتباكى على أعتاب المحاكم الألمانية لإبقائها على أراضي من وصفتهم بــ “العابثين”.
فـ “بالرّغم من مرارة الغربة ولواعج الشوق والحنين للوطن والأرض يدرك أولئك المؤيدون أنهم أمام مسؤولية كبيرة للتعبير عن انتمائهم للوطن ووفائهم له مهما حاول العابثون سرقة أحلامهم” على حدّ تعبيرهم من ذلك الوطن الذي لم ولن يفكروا في العودة إليه لسوء الوضع المعيشي فيه، وتسلّط فئة قليلة من مسؤولي النظام وأقربائه وأقرباء زوجته على مقدرات ذلك الوطن الذي يتغنّون به ويحتفون بقيادته.
اجتمع مؤيدو النظام في دول اللجوء للتصويت والمشاركة الوجدانية حسب وصفهم بالانتخابات الرئاسية في تحدّ صارخ لسلطات تلك الدول التي رفضت إقامة الانتخابات على أراضيها احتراماً لمعاناة السوريين, ولكن ليس كلّ السوريين, فأمثال هؤلاء ممن يمجّدون جيش النظام ورأس النظام “بشار الأسد” رمز الإباء والوفاء كما يصفونه بكلّ وقاحة لا يمثلون شعب سوريا الذي كافح من أجل الحرية والكرامة.
يرى مؤيدو النظام أنّ الدّول الأوروبية التي رفضت إجراء انتخابات رئاسية فيها، ومن بينها العاصمة الألمانية “برلين” تدّعي التحضر لأنّها كمّت أفواه مؤيدي النظام للمشاركة بالانتخابات الرئاسية، متناسين كمّ رأس النظام وجيشه المغوار لأفواه السوريين الأحرار الذين طالبوا بحقهم المشروع في العيش بحرية وكرامة, فأي ازدواجية يعيش بها هؤلاء المتحضرين !!!!!!.
يرى العديد من الناشطين بأنّ نسبة لا تقل عن 50 بالمائة من الشعب السوري في مناطق سيطرة النظام ينتخبون رأس النظام خوفاً لا خياراً حراً.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة فأكثر من نصف الشعب السوري في مناطق سيطرة النظام باتوا يعيشون تحت خطّ الفقر دون أدنى مقومات الحياة, فهل حمّل مؤيدو النظام الذين يعيشون حياة استقرار في دول اللجوء “التي تدّعي التحضر” نظام الأسد مسؤولية هذا الوضع المعيشي المتردّي!!!! أم أنّهم يكتفون بالتمجيد والتأليه فرأس النظام أولى بالحياة من شعب لا يستحق الحياة برأيهم, وكما يقولون “بشار.. لن يكرره التاريخ”.
نعم فالتاريخ لن يكرّر مستبداً ظالماً بقدر بشار الذي يتغنون به، ولن يكرر التاريخ أيضاً أمثالكم ممن يمجّدون الظالم الذي سرق حرية الشعب على أعتاب بلاد يصفونها بادّعاء الحرية.
لا يخفى على أحد أنّ ما يقوم به هؤلاء من تطبيل وتزمير لرأس النظام وحكومته يلعب دوراً سلبياً في توصيف الشعب السوري في بلاد اللجوء، ويشكلون عقبة أما إيصال صوت الشعب الحر على مستوى العالم تصوّر الظالم بطلاً مغواراً يدافع عن الحق وتجعل أهل الحقّ إرهابيين متسلّطين خرجوا من قوقعة الذلّ الأسدي.
إنّ ما حدث في لبنان من ردّة فعل عفوية ضدّ ناخبي الأسد والمطالبة بعودتهم إلى حضن النظام ليس إلاّ غيضاً من فيض تجاه من يدّعي التحرر ويطالب بحرية الرأي وهو أكثر المطبلين للاستبداد والمستبد، ويجب مطالبة السلطات في كافة الدول التي رفضت إجراء انتخابات رئاسية على أراضيها إعادة هؤلاء إلى وطنهم كي يخففوا عنهم ألم الشوق والحنين كما يدّعون.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع