فضلت عشرات العائلات البقاء تحت القصف في مواجهة الموت الذي تسعى إليه قوات النظام في ريف حماة الغربي، وقد نزحت المئات من هذه العائلات نحو مناطق أكثر أمناً ولكن لايزال العديد منها في منازلهم لعدم امتلاكهم المال كي يخرجوا من بيوتهم وينجوا من ويلات القصف.
أبو عبدو معلم في مدرسة بإحدى قرى سهل الغاب بريف حماة الغربي، أكد أنه لم يتمكن من إخراج زوجته وأولاده من المنزل رغم قصف النظام على المنطقة المحيطة به خلال الأسبوع الماضي، وذلك لعدم امتلاكه دراجة نارية أو سيارة ولاحتى أي مبلغ مالي ينقله نحو المناطق الأكثر أمناً.
يقول المدرّس أبو عبدو: أنه فضل البقاء والاحتماء مع عائلته تحت درج المنزل محاولاً اقناع نفسه بأن الدرج سيحميه قدر الإمكان من قذائف النظام ،فيما كان أولاده على يقين بأن أبيهم لن يخرج لأنه لايملك المال.
وعندما تسقط القذيفة بجوار منزله يقول لأولاده في كل مرة “يمكن هاي آخر قذيفة إن شاء الله” ،مؤكداً أنه ليس الوحيد الذي لم ينزح بل هناك عشرات العائلات بقيت في منازلها لأنها لاتملك المال.
متمنياً أن تأتي منظمة إنسانية ترفق بحالهم وتنقلهم إلى مناطق أكثر أمناً .
وفي سؤال له ألا تملك أي شيئ تبيعه أو أي قريب أو صديق يساعدك بالخروج فأجاب:” بأنه لايملك إلا جدران منزله وعليه ديون كثيرة لأصحاب محال السمانة والمحروقات” موضحاً أن عدداً من أصحابه قرروا مساعدته لكنه قال: “لم أقبل منهم لأنهم ساعدوني عدة مرات في السابق وكرامتي أوقفتني”.
النظام قصف منطقة سهل الغاب والتي غالبية سكانها من الفقراء، خرج منهم مايفوق نسبة 60% خوفاً على حياتهم من الموت المحتم بصواريخ قوات النظام، في حين تجمّعت عشرات العائلات حول نقطة المراقبة التركية في جبل شحشبو غرب حماة ظناً منهم أنها منطقة آمنة، لكن القذائف بدأت تتساقط حولهم دون أي حراك للعسكريين الأتراك.
عبر سنوات الثورة الطوال عائلات كثيرة لم تتمكن من الخروج لعدم امتلاكها أي وسيلة تنقلهم ،وأرغموا على البقاء تحت براميل النظام وصواريخ روسيا مفضلين الموت بكرامة تحت أسقف منازلهم.
المركز الصحفي السوري_خاطر محمود