ذكرت وسائل الإعلام العربية والدولية أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في تنفيذ انسحاب مفاجئ من قواعد عسكرية استراتيجية في شرق سوريا، بما في ذلك مناطق في محافظة دير الزور. يأتي هذا التحرك ضمن خطة أوسع لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا من ثماني قواعد إلى قاعدة واحدة فقط، وفقًا لما أعلنه المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا توماس باراك.
وأفادت مصادر أمنية بأن القوات الأمريكية بدأت في سحب معداتها وجنودها من قواعد في محافظة دير الزور، مثل قاعدة حقل العمر النفطي، مع إعادة تمركزها في محافظة الحسكة، وتحديدًا في منطقة الشدادي .
وكذلك أفادت مصادر خاصة بأن القوات الأمريكية بدأت بالانسحاب من قاعدتين استراتيجيتين في ريف الحسكة الشمالي شرق مدينة تل تمر، وهما قاعدتا “تل بيدر” و”قصرك”. تم سحب حوالي 230 جنديًا أمريكيًا مع معداتهم العسكرية ومروحياتهم، وتوجهوا إلى مدينة الشدادي لتعزيز تمركزهم هناك .
من جانبه أوضح المبعوث الأمريكي توماس باراك أن هذا الانسحاب يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، مشيرًا إلى أن السياسات السابقة لم تكن فعالة على مدار القرن الماضي ، كما تسعى الولايات المتحدة إلى تشجيع قوات سوريا الديمقراطية على الاندماج في الجيش الوطني السوري، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور. وعلى الرغم من إعلان حزب العمال الكردستاني عن حله مؤخرًا، إلا أن التوترات لا تزال قائمة.
تزامن هذا الانسحاب مع تصاعد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا. في أكتوبر 2024، تعرضت قاعدة حقل العمر في دير الزور لهجوم بطائرات مسيرة انتحارية مجهولة، مما أدى إلى رد أمريكي بقصف مدفعي على مناطق يُعتقد أنها تأوي مجموعات مدعومة من إيران.
يمثل الانسحاب الأمريكي من قواعد استراتيجية في شرق سوريا تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، مع التركيز على تقليص الوجود العسكري وتعزيز التعاون مع القوى المحلية. ومع ذلك، فإن هذا التحرك يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المستمرة مع تركيا والتهديدات الأمنية المتزايدة.