تسلط وسائل الإعلام الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها تنظيم داعش ونظام الأسد وبعض الكتائب المقاتلة في سوريا، بينما تخفت تلك الأضواء وتصبح في كواليس المشهد السوري أمام الانتهاكات التي ترتكبها قوات الإدارة الذاتية الكردية.
والحقيقة أنّ انتهاكات عناصر من الإدارة الذاتية الكردية، بحق السوريين المتواجدين في مناطق سيطرتها، تتكاثر بكثرة، حيث امتدت من الحسكة وريفها مروراً بمنبج وعفرين وريفهما، لتصلَ مؤخراً، لمدينة الطبقة وريفها، بالإضافة لأغلب ريف محافظة الرقة، وذلك بعد انتزاع قوات سوريا الديمقراطية، غالبية ريف الرقة ومدينة الطبقة من تنظيم داعش.
تعددت انتهاكات “الإدارة الذاتية” وتفاقمت، بحق السوريين في شمال سوريا، من سرقة وغرامات مالية وضرائب باهظة، ومصادرة أراضي وأملاك وتجريف مزارع، لتصل لحد حرق المنازل وقتل المدنيين ميدانياً.
كان آخر هذه الانتهاكات، في مدينة “عفرين”، إذا أقدمَ عنصر في قوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية، وهو “عزيز ناصرو” على قتل الشاب “محمد حسن ربيع” البالغ 25 عاماً، وهو من أهالي قرية “تل الضمان” الواقعة بريف مدينة عفرين، حيث يعمل القاتل في حاجز تفتيش تابعٍ للأسايش، وكان قد خطط لقتل “محمد” بعد تفتيشه له على الحاجز، وبعد أنّ تأكد أنه يحمل معه المال، لأن القتيل يعمل في نقل المحروقات بصهريج في مدينة عفرين.
وفي التفاصيل قام “عزيز” باستدراج “محمد ربيع” إلى الوادي المقابل لقرية “قرة تبة” وهي إحدى قرى الواقعة في ريف عفرين، بحجة أنه سيتأكد من أوراقه وثبوتياته قبل السماح له بالدخول لمدينة عفرين، وفور وصولهما إلى الوادي، قام “عزيز” بخنق “محمد ربيع” وسرقة 2700 دولار من جيبه، ورمي جثته بمستنقعٍ في الوادي.
وبعد بحث عن “محمد” وصهريجه المفقود، من قبل ذويّه، دام تسعة أيام، تم العثور على جثته في الوادي، ولم يستطع والد “محمد” التعرف على جثة ابنه، إلا بصعوبة كبيرة، وذلك بسبب نهش حيوانات الوادي المفترسة للقسم الأكبر من جثته، فقام بإبلاغ قوات الأسايش التي تابعت التحقيق في الواقعة، لتكشف الجريمة وملابساتها.
وبحسب وكالة “هاوار الكردية” الإعلامية، التي تحدثت عن الجريمة وحيثياتها قالت إنّ محكمة الشعب في مقاطعة عفرين، حكمت على عضو سابق في قوات الأسايش وهو “عزيز ناصرو” بالسجن المؤبد، وذلك بعد تجريمه بتهمة قتل المدعو “محمد حسن ربيع” بغرض السرقة.
أما في محافظة الحسكة الواقعة شمال شرق سوريا، فقد دهست سيارة تابعة للأسايش، الأسبوع الفائت، طفلاً على دوار الشريعة، بحي النشوة الغربية، دون أنّ تقوم بإسعافه، ما أدى إلى وفاته فوراً.
وتكرر المشهد ذاته في مدينة “رأس العين” الواقعة في ريف الحسكة الغربي منذُ أيام، حيثُ قال “سليمان” في حديثٍ له مع “المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية” إنّ إحدى سيارات الأسايش، صدمت طفلاً كان برفقة أمه في الشارع الذي اقطن فيه، وذلك لمرورها مسرعةٍ، فمات الطفل وأصيبت الأم بجروحٍ عميقة، وتابعت السيارة مسيرها، وتركت الاثنان دون أنّ تحاول اسعافهما، فبادر المارّون وأهالي الحيّ بالإسراع لنقل الإثنان للمشفى لإسعافهما، ولكن كان الطفل قد غادر الحياة فور إصابته، بينما لاتزال الأم في المشفى لسوء حالتها الصحية.
يُذكر أنّ قوات الحماية الكردية بمحافظة الحسكة، ترتكب الانتهاكات بحق السوريين بحجة محاربة المتطرفين منذ أكثر من عامين وحتى اليوم، ما أجبر أكثر من 300 ألف شخص على النزوح من مناطق ريف تل تمر الغربي وجبل عبدالعزيز وريف الحسكة الغربي.
المصدر : المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية