يواصل الطيران الحربي التابع للنظام السوري مع الطيران الروسي شنّ غارات جوية عنيفة في الشمال السوري، من خلال حرق واستهداف الأحياء السكنية، فيما يأتي التصعيد الأخير على محافظة إدلب، ضمن حملات الضغط على الأهالي والفصائل المعارضة المسيطرة على المحافظة لتسليم جثامين الطيارين الروس الذين تحطّمت مروحيتهم في المنطقة أخيراً.
وأفاد الناشط الإعلامي في حلب، عدنان حسين، في حديث لـ”العربي الجديد”، بأن “الطيران الحربي شنّ غارات بالصواريخ على بلدتي عينجارة وأورم الكبرى وصوامع الحبوب في محيط بلدة باتبو في ريف حلب الغربي، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، في وقت سقط فيه قتلى وجرحى في محاولة تقدّم لقوات النظام ومليشياتها على جبهة ضاحية الأسد جنوب غربي المدينة”. ولفت إلى أن قوات النظام تحاول منذ صباح أمس الأحد التقدّم ضمن مشروع 1070 شقة قرب الحمدانية وسط قصف عنيف، كما تدور اشتباكات بمنطقة الراموسة بشكل متواصل.
فيما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، على موقعه الرسمي، أن قوات النظام جدّدت قصفها لمناطق في عدة محاور في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في منطقة الراموسة والراشدين جنوب وجنوب غرب حلب، بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام ومقاتلين أوزبك والحزب الإسلامي التركستاني من جانب آخر، وسط مزيد من القصف الجوي على المنطقة، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، فيما قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة باتبو بريف حلب الغربي وبلدة كفرحمرة في ريف حلب الشمالي الغربي.
في المقابل، قالت وسائل إعلام موالية للنظام إن ثمانية مقاتلين من “لواء الفاتحين” التابع لـ”فيلق الشام” قُتلوا وأصيب 14 آخرون بنيران قوات النظام في المعارك الدائرة جنوب غرب مدينة حلب. كما تناقلت خبر مقتل المدعو “أبو المثنى” المعروف بـ”أمير الانغماسيين” في جبهة “فتح الشام” (النصرة سابقاً) بنيران قوات النظام في ريف حلب. وتحدثت المصادر نفسها عن وقوع اشتباكات بين قوات النظام وفصائل “جيش الفتح” في محور الراموسة جنوب حلب، وتدمير آلية دفع رباعي للمسلحين بصاروخ موجّه ومقتل من فيها قرب كراجات الراموسة.
يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت يوم الأربعاء الماضي عن هدنة يومية في حلب من جانب واحد، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي يتم خلالها وقف المعارك والقصف، اعتبرتها الأمم المتحدة غير كافية لإدخال المساعدات الإنسانية. وتستخدم قوات النظام طريق الكاستيلو شمال المدينة، كخط إمداد لمناطق سيطرتها في الأحياء الغربية، علماً أنه كان خط إمداد مناطق المعارضة في الأحياء الشرقية، فيما تستخدم الفصائل المسلحة طريق الراموسة كخط إمداد لكنه لم يصبح آمنا بشكل كبير.
وفي سياق أخر، واصل الطيران الحربي الروسي قصف العديد من مناطق إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، ضمن حملته الانتقامية جراء سقوط مروحية روسية ومقتل عدد من الطيارين كانوا على متنها، احتفظت المعارضة بجثثهم.
وقال الناشط الإعلامي في إدلب مصطفى الحاج علي النيرب، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن حصيلة غارات الطيران الحربي الروسي على مناطق ريف إدلب، بلغت حتى ظهر أمس، 23 غارة بالصواريخ والقنابل العنقودية، طاولت 14 موقعاً، موضحاً أن الغارات توزعت على مدينة إدلب وأطرافها، وقرية قلب لوزة، والحلزون، ومعرشورين، ومطار تفتناز بقنابل عنقودية، وسراقب، وأريحا، وأبلين، وتفتناز، وأطراف جامعة إيبلا، وحرش معانون بالقنابل العنقودية، وأطراف البارة وكتيان.
من جهته، أفاد الناشط الإعلامي في إدلب جابر أبو محمد، في حديث لـ”العربي الجديد”، بأن “عدد قتلى محافظة إدلب بلغ جراء القصف الجوي للطيران الحربي الروسي والطيران المروحي بعد ظهر أمس، تسعة قتلى بينهم ثلاثة أطفال، إضافة لأكثر من 20 جريحاً في عموم المحافظة”.
فيما قال المرصد السوري، إن طائرات حربية نفذت صباح أمس ما لا يقل عن 26 غارة استهدفت بـ11 منها مناطق في مدينة إدلب ومحيطها بينما توزعت الغارات المتبقية على مناطق في مدينة أريحا وبلدات سراقب وتفتناز ومعرشورين والبارة وكتيان وقلب لوزة والحلزون وإبلين وجامعة ايبلا ومزارع معانون بريف إدلب، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى بالإضافة لأضرار مادية.
العربي الجديد – ريان محمد