اربعة أعوام مرت على انتفاضة الشعب السوري وها هي هذه النتفاضة التي يُطلق عليها / الثورة السورية / تدخل عامها الخامس بسقوط مئات الالوف ضحية الشوق الى الحرية والعيش بكرامة على ارض سوريا . فنظام بشار اسد وعلى حسب رأي خبير سوريا والشرق الاوسط بالمعهد الالماني لبحوث الحرب والسلام في جامعة مدينة بيليفلد / وسط / مارتين انطون بندوة صحافية دعا اليها مركز الصحافة الاتحادي بالعاصمة برلين لم يكن باستطاعته تشريد الملايين وتدمير المدن وقتله آلافا مؤلفة من الشعب السوري لولا دعم الادارة الامريكية والكرملين وبتعاون مطلق مع طهران للجرائم التي يندى لها جبين الانسانية .
منذ أكثر من سبعين عاما لم تقع حروبا تذكر في اوروبا ، صحيح ان حروبا صغيرة اندلعت بالبلقان في التسيعنات وذلك إثر انهيار ما يُطلق عليه بالاتحاد السوفييتي والانظمة الشيوعية في اوروبا الا ان الاوروبيين استطاعوا من خلال سياستهم الخارجية وبتعاون مع الادارة الامريكية وضع حد لتلك الحرب من خلال تفكيك يوغوسلافيا الاتحادية وقيام دويلات مستقلة بالبلقان ، صحيح ان هناك حرب في الشرق الاوكراني يسعى الاوربيون وضع نهاية لها ربما تنتهي بتقسيم الدولة المذكورة من خلال انهاء ازمة اوكرانيا سياسيا ، الا أن شعبي سوريا والعراق يعيشان بحرب دامية حقيقية على جبهات كثيرة ، فالشعب السوري يعيش بين سرطان النظام السوري وأطماع ايران التي اصبحت سيدة الموقف في سوريا وجرائم ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / ، فالتنظيم المذكور لم يكن ليستمد قوته لولا واشنطن التي تعتبر وراء استمرار ماساة الشعب السوري ، فالإدارة الامريكية تنتهج سياسة النفاق ، الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي وعد منذ استلامه مفاتيح ما يُطلق عليه بـ / البيت الأبيض / يعد العالم بالسلام والمصالحة بين الغرب والاسلام ، وعد بإغلاق سجن غوانتنامو ولا يزال ذلك السجن مزدحما بمعتقليه ، أراد المصالحة بين الاسلام والمسيحية فساهم بازدياد العداوة بينهما ، قام بسحب فرقه العسكرية من العراق بعد أن حققت الادارة الامريكية بغيتها التي تكمن بهمينة ايران على ذلك البلد وزرع الحقد والكراهية بين ابناء الشعب العراقي وفوق كل ذلك كان وراء ظهور / الدولة الاسلامية – داعش / وأسند تربيتها الى نظام الملالي بطهران ونظام بشار اسد في دمشق ، هذا التنظيم الذي لا يملك فكرا سياسيا بل فكرا حقودا على الانسانية جمعاء . أوباما الذي هدد اسد بالويل والثبور لقتله شعبه بالاسلحة الكيمياوية عام 2013 بغوطة دمشق معتبرا الاسلحة الكيمياوية خطوطا حمراء أصاب الشعب السوري والدول المحبة لذلك الشعب بخيبة امل عندما طلب من مجلس الشيوخ الامريكي الكونجرس ومعه ايضا رئيس وزراء بريطاني ديفيد كِمرون الطلب من البرلمان البريطاني اصدار فتوى بشأن تأديب بشار اسد ونظامه وها هو وزير الخارجية الامريكي جون كيري يرى بأنه لا بد من الحوار مع بشار اسد لانهاء ماساة السوريين .
ما يجري في سوريا وعلى حسب راي أستاذة مادة حقوق الانسان في جامعة هومبولدت البرلينية جوزيفينا آدلر أسبابه الرئيسية تقاعس المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري ومجلس الامن الدولي الذي يعتبر مقرا للحرب والسلام أعلن الحرب على الشعب السوري لإدعاءاته عجزه عن تنفيذ سياسة القوة ضد بشار اسد لوضع الصين وروسيا قرار النقض / الفيتو / على اي قرار يتخذه المجلس المذكور ضد نظام سوريا ، علما ان المجلس المذكور أعلن الحرب على صربيا بحربها ضد الكوسوفو وقام بتنفيذ قرار حظر الطيران فوق ليبيا بالرغم من اعتراض بكين وموسكو ، فواشنطن لا تريد انهاء نظام بشار اسد للحفاظ على مصالحها بمنطقة الشرق الاوسط التي لم يُكتب لشعوبها اي حظ من الهدوء منذ تاريخه الحديث .
لقد فقدت الادارة الامريكية هيبتها على حد رأي استاذ حقوق الشعوب والقضاء الدولي احد مؤسسي محكمة الجنايات العليا لملاحقة مجرمي الحرب نورمان بيتش فواشنطن تريد ابقاء المنطقة بحالة العنف ، ولا أحد سواء بالبيت الابيض او بمجلس الشيوخ / الكونجرس / يريد أن يرى بالمنطقة هدوءا ، ومن يعتقد بأن واشنطن تعارض بروز أيران كقوة نووية بالمنطقة يخطى تماما فالرسالة التي أرسلها اعضاء الحزب الجمهوري بـ / الكونجرس / الى ملالي طهران التي تتضمن تشجيعهم مضي طهران بتخصيب اليورانيوم اذ ان ادارة البيت الابيض لا تستطيع تنفيذ عقوبات ضد طهران بدون التشاور مع / الكونجرس / دليل واضح على نفاق واشنطن التي ترى باحتلال ايران لسوريا وتدخلها السافر في اليمن وهيمنتها على العراق مصلحة استراتيجية هامة لواشنطن ومن يدعمها في اوروبا وعلى الاتحاد الاوروبي ان يبثت قيمته الاساسية التي تكمن بانهاء الحروب واحلال السلام بالعالم وانهاء ماساة الشعب السوري والعراقي أن ينتهج سياسة حاسمة ضد بشار اسد لأنهاء كارثة القرن الواحد والعشرين .
لم يعهد الشعب الالماني حربا منذ اكثر من سبعين عاما الا ان أطفال سوريا والعراق اصبحوا معتادين على التشرد والمرض والفقر واليتم فالالاف منهم فقدوا ذويهم وتشردوا بمخيمات اللاجئين في سوريا والعراق والاردن ولبنان وتركيا وفي اوروبا ايضا ضحية نظام بربري في سوريا وحكومة عنصرية بالعراق وتقاعس المجتمع الدولي الذي شمر عن ساعديه بتحالفه ضد ما يُطلق عليه بتنظيم / الدول الاسلامية / الا انه لا يوجد اي تحالف دولي لانقاذ اطفال سيوريا والعراق على حد راي رئيس فرع المانيا لمنظمة حماية الطفولة / اليونيبسيف / كريستيان شنايدر ، الذي طالب قيام تحالف دولي لمساعدة الاطفال الذين فقدوا كل شيء ، وان هذه المساعدة تكمن بانهاء نظام بشار اسد قبل انهاء قوة / داعش / التي تعتبر ربيبة نظام دمشق وملالي طهران .
الادارة الامريكية ونفاقها مثل قول عنترة :
يريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب .
والشعب السوري والعراقي سينتصران ويحققات بغيتهما بالحرية ومهما طالت انتفاضتهما فنهايتها قريبة بانتصاره على نظام بشار اسد والعنصرية في العراق وستندحر ايران لا محالة وستخرج من سوريا والعراق صاغرة .
هيثم عياش – مركز الشرق العربي